تبذل الدولة الكثير من الجهد والوقت لمحاصرة فيروس كورونا، ذلك المرض الذي شغل كل العالم ومجتمعاته واصاب الملايين من البشر فيما اودى بحياة البعض الآخر ، والواقع الذي نعيشه حالياً يحتم ضرورة مواجهة تحديات كورونا بكل الوسائل المتاحة وأولها ” الوعي المجتمعي” ، فالعالم يخوض معركة فعلية مع فيروس كورونا ، بسبب سرعة انتقاله واتساع رقعة انتشاره.
ومن الاعتقادات الخاطئة التي ذهب اليها البعض خلال الفترة الماضية بأن السماح ببعض ملامح النشاط الاقتصادي والعودة إلى العمل يعني التخفيف من الإجراءات الوقائية والاحترازية المتبعة، وهو ما ترتب عليه إعادة النظر في إجراءات وفرض المنع، إذ أن الدولة لم تُقدم على هذه الخطوة، إلا لأنها كثفت جهودها منذ بداية ظهور هذا الوباء في توعية الجميع، وتعريفهم بسبل الوقاية وكيفية التعامل الاحترازي معه، وأصبح الرهان على وعي المجتمع، والتزامه في تجاوز هذه الأزمة.
وفي الاتجاه الاخر فإن تخفيف أو تشديد الإجراءات المتعلقة بالمنع تتوقف أيضا على تقييم الوضع وإجراء بعض الدراسات المتعلقة بتسجيل الإصابات أو الحالات الحرجة وبالطبع مدى تفاعل المجتمع الذي في الواقع كان دوره إيجابيًا وملموساً منذ انتشار الفيروس وهو ما يدعو كل فرد في المجتمع خلال المراحل المقبلة أن يكرس دوره في مواجهة كورونا من خلال التقيد بساعات المنع وتطبيق الاشتراطات الصحية.
وتشير تجارب دول العالم إلى أن الوعي المجتمعي كان حجر الأساس في مواجهة كورونا واحتواء انتشاره، لأنه مهما كانت طبيعة الإجراءات الوقائية والخطوات الاحترازية، فإنها تظل بلا جدوى دون الالتزام الكامل والطوعي بها من جانب أفراد المجتمع، فالمجتمعات التي استهانت بتنفيذ التعليمات والإرشادات ما تزال تعاني حتى الآن، وتكاد منظومتها الصحية عاجزة عن توفير الرعاية الصحية بشكل جيد للمصابين، لهذا فإن وعي المجتمع والتزامه الكامل بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، يظل أساس التعايش مع وباء كورونا، والقضاء عليه بشكل نهائي.
ولا شك بأن نجاح مراحل التصدي لفيروس كورونا مرهونة على الوعي المجتمعي، إذ تعد مسؤولية الفرد أكثر في هذه الفترة الحرجة انطلاقاً من أن الفيروس مازال موجوداً ولم يختف أو يضعف ، إذ أن فشل إي إجراء وقائي من أفراد المجتمع يعيد الجهود إلى الخلف ويزيد من مدة العزل والمنع، لذا لابد أن يدرك كل فرد في المجتمع دوره في تطويق فيروس كورونا ، فالمسؤولية أنتقلت الأن بالكامل إلى افراد المجتمع.
واخيراً .. اؤكد بأن الوعي الفردي يتصدر هرم الوعي المجتمعي ، فالفرد قادر على المساهمة بجهوده الفردية في إنجاح جهود التصدي لهذا الوباء، من خلال عدة أدوار مثل الالتزام الصارم بالتعليمات الصحية التي تصدرها الجهات المختصة، ومن خلال تفعيل هذه التعليمات على مستوى المنزل وأماكن العمل.
وسلامة صحتكم