إحذر أن تُقدم مادة علمية أو تكتب نص مسرحية كوميدية أو حتى تستعرض لوحة فنية أو مقالة صحفية إذا كنت لا تحترم عقول المُتلقين بمختلف شرائحهم وطبقاتهم؛ هذا إذا كنت حقاً تبحث عن النجاح وترغب في أن يصل ما تقدمه بشكل جيد.
ولعل عبارة “احترام العقول” منذ الوهلة الأولى تبدو عبارة فضفاضة ؛ ولكن إذا أردنا أن نخصصها ونوضح آلية تطبيقها فسنقول إنها لا تتحقق إلا من خلال عدة خطوات أساسية وواضحة، أولها وبعد التوكل على الله – عز وجل – هو أن نحترم ذواتنا ؛ ويكون ذلك باكتساب المعارف والمهارات الأساسية لما نقوم بتنفيذه، بالإضافة إلى تطوير الذات ومواكبة كل ما هو جديد في مجالنا، لنكون قادرين على تقديم المعلومات والأفكار المفيدة والحديثة.
أما ثاني تلك الخطوات فيكُمن في الاجتهاد والحرص عند إعداد وعرض ما لدينا للجمهور، فمن غير المنطقي ألا نعطي ما نُقدمه جهداً كافياً من البناء والإعداد الجيد وكذلك المراجعة والتصحيح، حتى نصل به إلى درجة من درجات الرضى والكمال، وإن كان الكمال لله – عز وجل – وحدة، ولكن السعي للوصول إليه بحد ذاته شرف يستحقه المحاولة.
وبعد احترامنا لذواتنا واجتهادنا تأتي ثالث خطوات احترام العقول وهي إتاحة قنوات فعالة للتواصل، ومتابعة ردود الأفعال والتعامل معها بوعي تام، لنستطيع بذلك توظيف التغذية الراجعة بشكل سليم، وذلك من خلال الاستفادة من وجهات النظر البناءة للتحسين والتطوير، وعدم الانجراف خلف التعليقات الفارغة التي من شأنها أن تضيع الوقت وتشتت المجهود.
ولعلنا بعد أن نلتزم بهذه الثلاثية المُختصرة بشكل جيد نستطيع أن نُقدم ما يستحق أن يُعرض، ونجد كذلك من يتشوق لمتابعة جديدنا ؛ خصوصاً في ظل وجود الكثير والكثير من الأعمال المعروضة، فالخيارات أصبحت متوفرة، والتميز وسط هذا الكم الهائل أصبح أمراً ليس باليسير.
لسنا عاجزين عن التميز، ولكننا نحتاج إلى مزيد من العمل الدؤوب للوصول، ولنتذكر دائماً أن لكل مجتهد نصيب، ولكل نجاح ثمرة، وأن من الرائع أن نستثمر في ذواتنا لنجني أرباح استثمارنا نجاحاً وسعادة حقيقة.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com