متابعات

كورونا تخفض أعداد مراجعي العيادات

 جدة ــ صبحي الحداد

المستشفيات تكاد تخلو ، خاصة الحكومية منها ، من مراجعة وزحام المرضى خلال الثلاثة أشهر الماضية وكأن الامراض توقفت عن غزو الاجساد بقدرة قادر.
هذا السيناريو أثبت ان تخفيف الضغط على اطباء القطاع الحكومي ممكن ، فيما ينعكس ذلك على تقديم خدمة صحية جيدة ..كما ان تلك الظاهرة تؤكد ان اغلب الأمراض لا تحتاج لمراجعة الطبيب.
وقد دلت الإحصائيات لبعض المستشفيات انخفاضًا واضحًا في عدد مراجعيهم بما في ذلك القطاع الخاص خلال الاشهر الثلاثة الماضية قياسا للفترة المماثلة قبلها او للاشهر المماثلة من العام السابق.. ( البلاد ) طرحت هذا الموضوع الهام كقضية على طاولة اطباء وممارسين صحيين في مختلف التخصصات …وكانت المحصلة التالية :


يتحدث في البداية الدكتور صيدلي هاني سليمان الحمدان مدير إدارة الرعاية الصيدلية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة ، قائلاً: ملاحظات جيدة جدا ، وان كنت ارى الصعوبة في الحصول على المعلومات الإحصائية بدقة ، ولكن بالنسبة لنا تمت الاستعاضة عن حضور المرضى للعيادات بالمراجعات الافتراضية.
وهذه المراجعات (العيادات) الافتراضية هي مقابلة المريض مع الدكتور عن طريق الإتصال المرئي. لذلك لم يتأثر عدد المستفيدين من الخدمة على ارض الواقع ، بل اجزم انه زاد لسهولة الحصول عليها عن ذي قبل.واستطيع القول اننا عبر خدماتنا الصيدلية نخدم في حدود ٧٠٠ إلى ٩٠٠ مريض يوميا في العيادات العادية فقط (غير الأورام والقلب) التي هي في حدود ٢٥٠ مريضا يومياً.

إعادة الوعي
من جانبة أوضح الدكتور الصيدلي أنس زارع الذي عمل في ادارة عدد من المستشفيات فقال: قبل الحديث عن هذا الموضوع .. لابد ان نناقش قضية “هل أزمة كورونا أعادت لنا الوعي بأهمية مراكز الرعاية الصحية الأولية”؟، وفي تصوري أن هذه الجائحة العالمية اعادت إلى افراد المجتمع والى العالم اجمع الوعي بأهمية الاحترازات الصحية حيث اصبحت من الاهمية بمكان وعلمت الناس عادات صحية كانت غائبة عن ذاكرة الكثيرين مثل غسل الايدي عقب اي استخدام.
واضاف بقوله انه سيتم تشغيل ستة مراكز جديدة للرعاية الأولية تتبع محافظة جدة ، وحتى المرضى من خارج جدة ستتوفر لهم خدمة أولية مشابهة في القريب العاجل لإيصال أدويتهم للبيت .

خدمة استشارية
اما الدكتور خالد السميري استشاري طب الاطفال بوزارة الصحة سابقاً وعضو مجلس منطقة مكة المكرمة فتحدث قائلاً: ساهمت وزملاء لي في تقديم خدمة استشارية عن بعد لتخفيف الضغط على المستشفيات عبر انشاء مجموعة على الواتس اب (قروب)، هذه المجموعة تتكون من المتطوعين والمتطوعات من الاستشاريين السعوديين في مختلف التخصصات للاستشارة عن بعد لأية استفسارات طبية، وهي ليست مخولة للرد على أي استفسار عن كورونا أو الفيروسات الأخرى أو الحالات الطارئة وطلبنا من الناس اتباع رسائل وارشادات وزارة الصحة التوعوية والحمدلله انتهت المبادرة وباقي حب الوطن.
فقد بدأنا تقديم الاستشارات المجانية للناس مع اعلان المنع الكلي في 23 مارس 2020 وتوقفنا يوم 27 مايو 2020 في تقديم خدمة الاستشارة عن بعد بعد البدء في رفع المنع تدريجياً، وانتهز الفرصة بتقديم الشكر لزملاء المهنة في التخصصات المختلفة ومن قطاعات مختلفة والذين شاركوا بعلمهم وخبرتهم وجهدهم في خدمة الوطن وتخفيف الضغط على المشافي.


الالتزام بالتعليمات
من جهته قال الدكتور محمد بكر صالح قانديه استشاري طب الاسرة والمجتمع بمستشفى الملك فهد بجدة والمشارك في المبادرة لاشك ان مبادرة الاستشارة عن بعد ساهمت وخففت الكثير على الناس وساعدتهم في البقاء في بيوتهم التزاما بالتعليمات، وكنا نتلقى يومياً اكثر من ١٥٠ رسالة واستفسار..ولا زلت اتلقى الاستفسارات واجيب عليها حتى اللحظة.. برغم انتهاء توقيت المبادرة بعد الرفع الجزئي لمنع التجول .

إلغاء المواعيد
أما الدكتور الصيدلي عبد الغفور التركستاني الباحث في تصنيع الادوية فيقول : كثير من المرضى خافوا من مراجعة المشافي بسبب كورونا ، وتم الاعتماد على الاتصالات وتوصيل الأدوية للمنازل .
أما الدكتورة هدى الذماري الأستاذ المساعد بقسم المواد العامة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة فتقول :أعتقد ان أغلب المستشفيات ألغت المواعيد خوفًا على المرضى والمراجعين من الاصابة بعدوى كورونا وللأسف الشديد بعض المرضى يقاومون المرض لإنهم خائفين من كورونا وأحيانًا يجتهدون في تكرار الأدوية أو أخذها من الصيدلية.

الفئات الحساسة
الاستاذ الدكتور حسن الزهراني استشاري الجراحة العامة وجراحة الاوعية الدموية بجدة يقول بعد اكثر من ثلاثة أشهر على انتشار كورونا وتنوع المقاربات لمحاصرتها بأنواع مختلفة من الاليات تحول التفكير نحو ما يسمى بحجب الفئات الحساسة فقط والتي ثبت انها اكثر عرضة للإصابة والوفاة أي بالذات كبار السن،هذا المقترح مبني على تحليلات احصائية تبعا لمقالة نشرت مؤخراً في المجلة البريطانية ،فمثلا الرجل الذي يبلغ عمره ٩٠ عاما فما فوق تزيد نسبة وفاته ١٠ آلاف مره عمن هو في الخامسةعشرة او دونها، وهنا تظهر اهمية الحجب الانتقائي المشّدد لبعض الفئات مع ترك البقية دون حظر لتدوير عجلة الحياة.
ولا يعني “الحجب الانتقائي” المفترض ترك إهمال باقي الفئات الشابة في اتباعهم لتعليمات الوقاية لان بعضهم قد يعود الى منزل فيه كبار السن ومن في حكمهم من المرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة فيصيبهم بالعدوى بقدر الله عند اول مخالطة لهم، وعليه فكأنك يا ابو زيدماغزيت.


اذن لا بد من ‏توعية المجتمع اولا وبالذات الشباب ومخالطيهم بأهمية مراعاة كبار السن والاهتمام بهم وعدم نقل العدوى لهم من الخارج، مع وضع خطط محكمة لتوفير الرعاية الطبية لهم في منازلهم لتقليل خروجهم للمستشفيات الا لضرورة حقيقية وحتى إشعار اخر.
كما يستحسن وضع خطة توعوية لهم بتقليل سفرهم الا للضرورة ، وتقليل حضورهم للمساجد واداء العمرة والحج طبعا، وحضور المناسبات الاجتماعية المكتظة وزيارة الأسواق المزدحمة، مع توفير أماكن مفتوحة لهم للحركة كالحدائق او الشواطئ ان وجدت، مع مرونة في التطبيق مراعاة لنفسياتهم الحساسة جدا.

برامج توعوية
الدكتور طلال اكرام مسؤول الرعاية الصحية بصحة جدة سابقاً والمدير الطبي لمستشفى المستقبل بجدة يقول: لابد من العمل على التعايش مع الكورونا ، فالفيروس لن ينتهي وسنتعايش معه ، ومجتمع المملكة يحتاج برامج توعية كبيرة ،وكذلك يحتاج الى فرض عقوبات على المخالفين للتعليمات والاحترازات الصحية التي تقرّها الدولة.

الرعاية الأولية
من جانبه أوضح الدكتور زهير السباعي استشاري طب الاسرة والمجتمع والعميد السابق بقوله :في وثيقة منظمة الصحة العالمية التي صدرت عن مؤتمر الما آتا بكازاخستان في عام 1978 وشاركت فيه نحوا من 120 دولة اتفقت بالإجماع على أن الرعاية الصحية الأولية هي حجر الأساس في الرعاية الصحية في أي مجتمع، سواء كان ذلك في غرب أوروبا أو في أواسط أفريقيا. السمات البارزة للرعاية الصحية الأولية تتمثل إلى جانب علاج المرضى فهي رافد للتثقيف الصحي، وإصحاح البيئة، وبرامج التغذية، والاكتشاف المبكر للأمراض، ورعاية الأمومة والطفولة، والوقاية من الأمراض المعدية والمزمنة. وكلها نشاطات لا يمكن أن تؤدى إلا بخروج أعضاء الفريق الصحي إلى المجتمع. ليس ذلك فحسب وإنما أيضا بمشاركة أفراد متطوعين من المجتمع في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم لهذه النشاطات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *