المحليات

إماما الحرمين يدعوان إلى استلهام العبر والتفاؤل بإنجلاء الوباء

مكة المكرمة – المدينة المنورة- البلاد- واس

أدى جموع المصلين أمس صلاة أول جمعة في شهر رمضان المبارك بالحرمين الشريفين في أجواء روحانية ونفوس مطمئنة مفعمة بالأيمان شاكرين الله عز وجل على ما أنعم عليهم من نعمة الأمن والأمان والراحة والاستقرار سائلين الله عزوجل أن يرفع هذا الوباء عن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

ودعا إماما الحرمين الشريفين في خطبة الجمعة أمس إلى استلهام العبر والعظات والخروج من أزمة جائحة كورونا ،بفضل الله، أقوى وأوعى وأكثر استعداداً للنوازل من ذي قبل والتفاؤل والثقة بانجلاء الوباء وعودة الحياة إلى سابق عهدها. وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم:” لقد وفد إليكم شهر رمضان المبارك كعادته في إبانه لم يتخلف، وموضع زمانه لم يتوان، لقد أتاكم الضيف على صورته، غير أن حال مستقبليه غير حالهم من قبل، لقد وفد إليهم في ثنايا جائحة جاثمة، كدرت صفوهم، وأذكت فرقهم، وأقلت فوقهم غياية حزن وقلق، أخذت بأفئدتهم كل مأخذ حتى أضحوا كأن على رؤسهم الطير، لقد وفد إليهم هذا الشهر المبارك على حال لم يعهدها كبيرهم، ولم يسمع بها صغيرهم، جائحة حالت بينهم وبين ما عهدوه في عباداتهم وأعمالهم واقتصادهم وحلهم وترحالهم”.

وأضاف:” وإننا لنحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أن لم يجعل ما حل مصيبة في ديننا؛ إذ كل المصائب قد يرجى تحملها إلا المصيبة في الدين، ونحمد الله أن لم يجعلها جائحة في ديننا وعباداتنا وأخلاقنا، وأما المال فإنه غاد ورائح، والله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، وأما الصحة فذات فتح وذات إغلاق ويعتري الإنسان ما يعتريه من عوارض صحية، ومن عاش لم يخل من مصيبة، وقل أن ينفك عن عجيبة، ولكل ما يؤذي وإن قل ألم، فما أطول الليل على من لم ينم”.

وبين الدكتور سعود الشريم أن تلكم الجائحة التي حلت بعالمنا اليوم لا تحسبوها شرا محضا، بل إن لنا في طياتها لدروسا وعبرا ما كنا لنتعلمها قبل ذلكم، مع إيماننا بمولانا أنه قد أعطانا كثيرا وأخذ منا قليلا، وإن مما علمتنا إياه تلكم الجائحة أثر الوعي في سلامة المجتمعات، فإننا متى جعلنا الوعي ذا بال في تصرفاتنا فلن نخفِقَ بإذن الله في التعامل مع النوازل والخطوب.

وأشار فضيلته الى أن مما علمتنا إياه تلكم الجائحة: أن الإنسان في حقيقته يستطيع العيش دون كثير من المكملات والتحسينيات التي كان يخالها في دائرة الحاجيات والضرورات، وأنه كان في غفلة بالغة عن إعمال مفهوم الادخار في حياته وحسن تصريف كسبه.

وشدد فضيلته على أنه ينبغي علينا جميعا ألا نجعل تلكم الجائحة حدثا تاريخيا عابرا وحسب، بل لابد أن نستلهم منها عبرا وعظات في كل شؤوننا وأن نخرج منها بفضل الله أقوى وأوعى وأكثر استعدادا للنوازل من ذي قبل، وينبغي ألا تضعف قوانا وألا تلقي علينا لحاف اليأس والهم والفرق، كيف لا ونحن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.

وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير المسلمين بتقوى الله والسعي إلى رضى الله واجتناب المعاصي وقال إن شهر رمضان شهر النفحات ولا يعكر بهائه وجلاله وباء جاثم وأن الواجب على الناس التفاؤل والثقة بإنجلاء الوباء، مشيراً إلى أن الثقة بالله تعالى تكفي لإنجلاء الوباء داعياً إلى التفاؤل رغم هول الوباء بزواله وتفريج وعودة الحياة إلى سابق عهدها، مضيفاً أن الدعاء والتضرع إلى الله من أسباب رفع البلاء وزوال الوباء فالله تعالى هو المتصرف في الأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *