اجتماعية مقالات الكتاب

مركز يُسر للبناء الأسري

في الحفل الذي شهدته العاصمة المقدسة، بافتتاح البرنامج السنوي للبناء الأسري، والذي حمل شعار (عائلتي انتماء وأمان) ، على شرف مدير محكمة التنفيذ بمكة المكرمة، الشيخ محمد بن صالح العضيبي، والذي استضافته الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، بحضور لفيف من رجال وسيدات الأعمال، ومع توالي فقرات الحفل المتميزة وشخوصها، ولأنني لا أنقل خبرا صحفيا، بقدر البحث عمّا وراء هذا الإنجاز الحضاري، من العطاء الإنساني، المعروف عن المجتمع المكي رجالا ونساء، لتؤكد هذه القناعة الدكتورة هيفاء عثمان فدا، بخبرة سنوات العُمر، التي أمضتها في العمل الأكاديمي، والأعمال التطوعية، كشواهد بارزة من تاريخنا الحضاري الإنساني في هذه المدينة المقدسة.

لم التق بشخص الدكتور فدا، رئيس مجلس إدارة المركز، ولكنني وجدت عملا منظما متميزا، فعندما شرفت بالتواصل عن طريق الواتس بالمركز، متسائلا عن بعض إنجازات المركز وأهدافه، جاءني الرّد بأسلوب حضاري راق، (سيتم الرد عليك من قبل إدارة المركز)، لم تمض أيام أقل من أصابع اليد الواحدة، لتصلني معلومات وإحصائيات واستراتيجيات عمل موثَّقة، أذهلتني في محتواها في أنتظر الفرصة، لتحليلها وتقديمها في هذه المقالة، بطريقة ترتقي مع هذا الأسلوب الأكثر تنظيماً، وبالرغم من مشاغلي وارتباطاتي المُسبقة، التي ساهمت في تأخر الكتابة عن هذا المركز الأكثر عٌمقا في قلب المجتمع المُفعم بالإنسائية، عكست لوحة جمالية مضيئة لرسالة المركز وأهدافه وقيمه، والخدمات المقدمة للشرائح المجتمعية المعنية.

لا أود أن أكون ناقلا حرفيا لذلك البعد الإنساني لما يقوم به المركز، ولكنني مُفتخرً بأخلاقيات مجتمعنا السعودي، منتقيا بعض العبارات بذات الجرس الموسيقي لقصيدة شعرية مقفاة، وبأدبيات المقالة النثرية حين تلامس حروفها، قلوب ومشاعر تلك البيوت الهانئة، ولا غروا في ذلك (أنها مكة مهبط الحضارات) فلها من التاريخ ما يُؤهلها (إنساناً ومجتمعاً)، لتكون رائدة المدن، وهو ما حرصت عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين بحماسه حفظه الله، وسموه الكريم يبثُّ روح العمل التعاوني، ويُجسِّد دور الجمعيات التي يشرف عليها بنفسه، بعيدا عن التنظير وإنما بدروس تطبيقية أمام أنظار العالم أجمع.

ومع هذا العطاء والثمار اليانعة، فقد يطمع مجتمعنا السعودي في بعض الأنشطة، خارج أسوار المركز والمتمثلة في إلقاء محاضرات، للعضوات الأكاديميات في مجلس الإدارة، في أمسيات بالأندية الأدبية والثقافية، وفروع الجمعية السعودية للثقافة والفنون، لنقل ثقافة أسرية وتجارب ميدانية، لتأصيل الأعمال الإبداعية والإنسانية، أقدِّر لجميع القائمات على رسالة المركز تلك الجهود والدعم المستمر، وبهذه المناسبة أقفُ مشيداً بدور الأستاذ الدكتور هاشم بن بكر حريري، نائب رئيس جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة، حيث تقودني أجمل الذكريات قبل ثمانية وعشرون عاما، عندما كنت تلميذا أتلقىَّ توجيهاته الكريمة، طالباً بكلية التربية بجامعة أم القرى والتي أدين لها وله بالفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *