اجتماعية مقالات الكتاب

بيوت من صنعنا

بين الحين والآخر يسرد لنا أساتذة الإدارة قصصاً هادفة مفادها تطوير الذات والبحث عن النجاح وفق استراتيجيات يصنعها أصحابها غاية الوصول إلى الهدف.

تقول القصة الاولى :
(في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم فشاهدوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيسي لمكان العمل كتب عليها: لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة, ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك.. في البداية حزن جميع الموظفون لوفاة أحد زملائهم في العمل, لكن بعد لحظات تملك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم وبالفعل بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة الكفن في حين تولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل الكفن وكلما رأى شخص ما يوجد بداخل الكفن أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام وكأن شيئا قد لامس أعماقه , لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن ويوجد بجانبها لافتة صغيرة تقول: هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك في هذا العالم وهو أنت.

أما القصة الثانية ..
(يُحكى أن نجارا عمل في شركة مقاولات لمدة ثلاثين عاما، ولكنه قرر أن يستقيل كي يقضي ما تبقى من حياته في راحة واسترخاء وأخبر رئيسه بقراره ، فشعر الرئيس بالحزن ووافق مقابل أن يبني لهم آخر بيتاً، فالشركة بحاجة ماسة إلى بيت آخر، رضخ الرجل لطلب الرئيس مُكرهاً وبدأ ببناء البيت، لكنه لم يكن مستقيما ولا متقنا، ولم يهمه الأمر ما دام سيستقيل، انصب جلّ جهده على إنهاء البيت بأية طريقة، وكان ذلك على حساب جودته، ولما انتهى من عمله ذهب إلى رئيسه وناوله المفتاح ، رد الرئيس: لا إنه مفتاحك، وهذا البيت هدية الشركة لك لم يشعر بالصدمة وحسب بل شعر بالعار» لتقول الحكمة كلمتها حقاً (هكذا هي الحياة تهدينا بيوتاً من صنعنا)

وتقول « بام جونز» إحدى المهتمات بمساعدة الأشخاص وفرق العمل على التفوق : «إن إدارة الأداء السيئ تشبه إلى حد ما التقاط الرمل المتساقط من ساعة رملية، وأنت هنا بحاجة إلى التعامل مع حبات الرمل بدلاً من الانتظار إلى أن تتكون لديك كومة منه» .. إن تجاهل الأخطاء وعدم مناقشتها يعطي عواقب وخيمة في استمرار الأداء السيئ؛ حيث تكرار المشكلات البسيطة على المدى البعيد مؤشر يثير الغضب و يُنذر بالفشل، وعليه لابد من طرح البدائل المتاحة والرؤية الحقيقية بطريقة موضوعية، ينظر إليها الآخرون بنفس المنظور..

من كل تلك القصص لنا عبرة وعظة نستخلص من خلالها أن من يريد تغيير حياته لن تتغير إلى مالا نهاية لكنها سوف تتغير وفق طموح يصنعه المرء لنفسه ويقف عند حدوده التي وضعها وهو يُراقب شخصيته وقدراته ولا يخشى الصعوبات وكل الأشياء التي يمكن يراها مستحيلة لأنه الرابح حتما في هذه المعادلة الصحيحة بالمنطق السليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *