اجتماعية مقالات الكتاب

الأطباء بين التثبيت والانتظار

في بداية النهضة التي عمّ صداها أرجاء البلاد، كان العرض لبعض الوظائف أكثر من الطلب، في طليعة تلك الوظائف وظائف القضاء، والطب، ولعدم وجود أماكن متخصصة آنذاك يتدرب فيها خريج القضاء، والطب، كان يعين القاضي بداية باسم (ملازم قضائي) ويوجه لمكتب أحد قضاة المحاكم الشرعية، للعمل لمدة سنتين للإلمام بروتين العمل الإداري والشرعي، بإشراف القاضي، وبعد مرور المدة يوصي القاضي بتثبيته في عمل القضاء، بعدها يصدر قرار الجهة العليا بتوجيهه قاضياً في إحدى المحاكم الشرعية، وبعد افتتاح المعهد العالي للقضاء، انتهت عملية (الملازمة) في المحاكم، نظراً لأن خريج المعهد العالي للقضاء قد أُهِّلَ للقضاء، ولم يعد في حاجة للملازمة أو التدريب!

ومثله خريج الطب فبعد انتهاء دراسته في كلية الطب، يوجه لأحد المستشفيات أو المراكز الصحية، لإمضاء سنة «الامتياز» (سنة التدريب) وبعدها يعين طبيباً في إحدى الجهات الصحية المحتاجة.

وفي الآونة الأخيرة، ولقلة العرض في الوظائف وكثرة الطلب عليها، وخاصة وظائف الأطباء، فبعد إمضاء الطبيب كمتعاقد «لسنة التدريب» يظل بدون مرتب «لمدة تتراوح بين ستة شهور وعام لحين حصوله على وظيفة ثابتة».

ولأن وظيفة الطبيب تخصصية وإنسانية في الوقت نفسه، وليس بوسع أي خريج شغلها، والحاجة تدعو لتوفرها بين أفراد المجتمع بالعدد الكافي وبصفة مستمرة؟

ومما أعجبني ما قرأته هذه الأيام عبر الصحف المحلية المتمثل ذلك في الدراسة المثمرة التي صرح بها مجلس الشورى حول وضع الأطباء الجدد وتلافي بعض الملاحظات التي قد تعترض طريقهم نحو أداء رسالتهم الإنسانية السامية، ومن أهم ذلك وجود الوظيفة الدائمة والثابتة.

ومن تلك الملاحظات ما يلي:
انتهاء قبول معظم الأطباء في وظائف تدريب بانتهاء فترة التدريب.
بقاء الطبيب دون مرتب لحين حصوله على وظيفة ثابتة.
انخفاض الدعم فيما يتعلق بالتدريب والإيفاد الداخلي والابتعاث للممارسين الصحيين.

وقد أوصى المجلس حيالها بما يلي :
التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتحديد عقد التدريب لمدة عام للأطباء.
رفع المستوى العلمي والعملي للكوادر الطبية.
تمكين الأطباء من إيجاد الوظيفة بعد انتهاء التدريب.

خاتمة: لقد أحسن مجلس الشورى ممثلاً في اللجنة الصحية بمناقشة مشكلة الأطباء الجدد، وتذليل الصعاب والعقبات التي قد تعترض طريق حياتهم المستقبلية، وما يجب أن يتخذ بشأنهم «تدريباً .. وتثبيتاً» فالكل منهم يحمل رسالة إنسانية سامية، لا غنى عنها لأفراد المجتمع حاضراً ومستقبلاً. وبالله التوفيق ،،

Ali.kodran7007@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *