رياضة مقالات الكتاب

وزارة ورؤية

بأمر ملكي كريم، تحولت هيئة الرياضة إلى وزارة للرياضة، وإضافة لكل ما يحتويه هذا الأمر من تبعات تنظيمية كبيرة تصب في مصلحة الرياضة السعودية إجمالاً، تبع ذلك الإعلان عن إطلاق النسخة الأولى من الحدث الرياضي الأكبر في تاريخ المملكة، وهو دورة الألعاب السعودية الأولى بمشاركة 6000 رياضي من جميع مناطق المملكة، وكما ذكر معالي الوزير الأمير أن هذه الدورة ستكون بوابة اكتشاف الموهوبين ودعمهم ليكونوا أبطال المستقبل.

إن تفسير ما يجعل دولة واحدة متفوقة رياضياً على أخرى أمر صعب للغاية ، فلماذا البرازيل أفضل بكثير من إنجلترا في كرة القدم؟ وما الذي يجعل أسبانيا والأرجنتين أكثر نجاحًا في السنوات الأخيرة و منافسة بشكل كبير للولايات المتحدة في كرة السلة؟ إذا كان المال هو العامل الرئيس ، فستسيطر لوكسمبورغ وغيرها من الدول الغنية، وإذا كان النقص في التمويل يحفز الرياضيين على النجاح ، فإن نجوم العالم سيكونون من الدول الأفريقية التي تعاني مادياً ، وإذا كان حجم السكان عاملاً لتحقيق النجاح ، فسيكون لدى الصين خمس بطولات لكأس العالم ولكن أوروجواي التي حققت كأس العالم مرتين و تنافس باستمرار أقل بـ 300 مرة من عدد سكان الصين، ولربما كانت الهند مسيطرة أولمبياً في مختلف الرياضات.

هناك عوامل أخرى كثيرة مثل الثقافة وغيرها، ولكن العامل المميز في رأيي الشخصي أن المشروع وهدف طويل المدى و صبور لتطوير الرياضة جعل دولاً تتفوق على الأخرى … و أؤكد على العلاقة بين المدة والصبر، فنحن لا نجيد الصبر على المشاريع طويلة المدى، ونتوتر عند التعاطي مع المستجدات التي تطرأ خلال مدة المشروع فكلنا سمعنا منذ سنوات عن المشروع الياباني لتطوير كرة القدم، الذي بدأ منذ سنوات طويلة ونتج عنه التطور في مستوى اللاعبين حتى أصبحوا محترفين في أقوى الأندية الأوروبية، وذلك عامل مهم لنجاح ذلك المشروع وهو ماوضعته حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، متمثلاً في رؤيتنا المجيدة .. رؤية 2030 .

بُعد آخر
من الضروري أن نعي بأن الأمور أكبر من مجرد ترتيبات وقرارات قصيرة المدى و لكن مشاريع طويلة المدى وُجدت لتبقى بصرف النظر عن الأشخاص الذين يديرون رياضتنا في أي زمان.
@MohammedAAmr

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *