الدولية

مسؤولون فلسطينيون: لجنة رسم الخرائط تقتل حلم الدولة

البلاد – مها العواودة

فيما أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس (الخميس)، بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية، حذرت الحكومة الفلسطينية من خطورة تنفيذ لجنة رسم الخرائط الإسرائيلية – الأمريكية، لمخططات ضم الأغوار والمستوطنات للسيادة الإسرائيلية، مؤكدة أن بدء عمل اللجنة المشتركة يشكل إمعانًا واضحا في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه، واستخفافًا بالمواقف والاتفاقيات الدولية.

وأكد مسؤولون فلسطينيون، أن تنفيذ اللجنة الإسرائيلية الأمريكية لخطتها الرامية لتنفيذ عمليات الضم، يؤسس لنظام فصل عنصري، وينهي ما تبقى من الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، ويحول دون تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 وفق القرارات الأممية والدولية.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن هدف اللجنة المشتركة فتح شهية الاحتلال لضم كل أراضي الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، وفرض وقائع الخطة الأمريكية على الأرض وتنفيذ بنودها التي يرفضها الشعب الفلسطيني ويرفض كل أشكال التبعية والوصاية، ومحاولة من قبل الاحتلال لفرض أجندته التي تهدف لتكريس احتلال الأرض الفلسطينية، وحسم قضايا الوضع النهائي التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال.

وأضاف لـ”البلاد” أن اللجنة شكلت بهدف رسم مستقبل الأراضي الفلسطينية للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بهدف ضمان كامل السيطرة الإسرائيلية على الأمن والحدود والثروات والأجواء، وهذا ما لا يقبله الفلسطينيون الذين يستندون في الحفاظ على حقوقهم للقرارات الدولية.

واعتبر الخطوة “عدوانا وعملا إجراميا” ستلاحق عليه إسرائيل في المؤسسات الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، مؤكدا أن الجانب الفلسطيني يواصل تحركاته على الصعيد العربي والإسلامي والدولي، بما فيه مجلس الأمن الدولي لتجريم هذه اللجنة، وما يمكن أن يسفر عنها من عمليات ضم للأراضي الفلسطينية.

ويرى الباحث في الشأن الفلسطيني ومسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أن البدء في عمل لجنة الخرائط في هذا التوقيت بالذات، يأتي دعما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى مطلع مارس القادم.

ولفت إلى أن الجانب الإسرائيلي لا يلتفت لأي اتفاقيات أو خرائط، بل هو ماض في التهام المزيد من الأراضي الفلسطينية، حيث صادق الثلاثاء الماضي على إقامة مستوطنة إسرائيلية جديدة تضم 9 آلاف وحدة استيطانية على أراضي قرية قلنديا الواقعة شمال القدس المحتلة بمساحة 1200 دونم، وهي منطقة سياحية فلسطينية تقع خارج حدود الخطة الأمريكية للسلام، مشيراً أن ذلك سيمهد لعزل القدس بشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني من الجهة الشمالية، كما هو الحال من الجهة الجنوبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *