الدولية

الإعلاميون يستنكرون تكميم الأفواه.. لبنان: أجواء تصعيدية بعد مواجهات “ثكنة الحلو”

البلاد – مها العواودة

دخلت الأزمة اللبنانية مرحلة جديدة بعد مواجهات ثكنة الحلو وسط بيروت بين قوات الأمن والمتظاهرين، التي أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى واعتقال آخرين، تخللها استهداف للصحافيين والمصورين أثناء تأديتهم واجبهم المهني، في محاولة لثنيهم عن تغطية الاحتجاجات، الأمر الذي رفضته حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، وأثار غضب الإعلاميين ودفعهم للمشاركة في وقفة احتجاجية، أمس (الخميس)، أمام وزارة الداخلية رفضًا لتكميم الأفواه، وإطلاق هاشتاق”الصحافة مش مكسر عصا”.

وقال الكاتب السياسي اللبناني أسعد بشارة، إن ما جرى في ثكنة الحلو يعكس الاستئساد الذي تمارسه السلطة والتي تضع القوى الأمنية والعسكرية في مواجهة ثورة اللبنانيين. وأضاف أنه من الخطأ إفراط القوى الأمنية والعسكرية في استخدام القوة والقمع ضد المتظاهرين، مشيرًا أن ذلك سيترك نتائج سلبية في الشارع الملتهب الذي هب من أجل الكرامة ولقمة العيِش.
وأكد المسؤول الإعلامي لمؤسسة سمير قصير، جاد شحرور، أن الانتهاكات ضد الصحفيين منذ بداية الحراك ١٧ أكتوبر تخطت 70 انتهاكًا، وأخذت أشكالاً كثيرة ما بين تهديد واعتقال وضرب وسحل، وأن هذا المشهد القمعي للحرية الصحافية غير مسبوق في تاريخ لبنان.

ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية تتحرك بحسب علاقتها مع الأحزاب اللبنانية، وأن المشهد القمعي هدفه واحد وهو إبقاء السلطة، وكل من يحاول كشف الفساد يكون عرضة للملاحقة.

فيما قالت الصحافية والناشطة السياسية ميرا عبد الله، إن دخول القوى الأمنية في صدام مع المعتصمين سيدفع الثوار إلى أخد منحى آخر في التظاهر السلمي خلال الأيام القادمة. ولفتت إلى أنه بعد ٣ أشهر على بدء الاحتجاجات، وشهر على تكليف حسّان دياب لتشكيل حكومة، لم يرَ المحتجون أي تصرّف إيجابي من قبل الدولة، مشيرة أن ذلك سيدفع باتجاه التصعيد أكثر للضغط على الطبقة السياسية لإيجاد حلول سريعة للأزمات.

وتابعت “ما شهدناه من اعتداء على الصحافيين ومعداتهم مرفوض بكامل أشكاله، ونحن كصحافيين مصرون على نقل أحداث الثورة، ولن نخضع لترهيب أو اعتداء أجهزة الأمن والدولة اللبنانية التي أصبحت تصرفاتها تشبه بشكل كبير تصرفات الدول البوليسية”.

في السياق ذاته، قال الإعلامي طارق أبو زينب، إن قمع المتظاهرين والصحافيين أمام ثكنة الحلو أمر خطير، يستدعي ضبط النفس وتغليب مصلحة البلد على المصالح الشخصية الضيقة، مشيرًا إلى ضرورة أن تبقى مظاهرات لبنان مكتسية بثوبها السلمي كما بدأت، وعدم السماح للمندسين بتلويث سلمية المظاهرات وتشويهها بالتخريب من خلال الاعتداء الذي نفذه عدد منهم على الأملاك العامة والخاصة في بيروت.

وترى الناشطة اللبنانية غيتا مشيك أن ماجرى يستوجب اعتذارا من السلطة، وأن الاعتداء بالضرب على الثوار والصحافيين غير مقبول، وأن الدولة تثبت يومًا بعد آخر عجزها عن توفير الحماية والأمن لشعبها المنتفض على الفساد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *