ومن منا لم يبك على نفسه وجهده أثناء عمله ؟! ، لقد قضيت اربعين عاما وانا اخلط البكاء بالفرح ، انها معادلة من اختراعي ، كنت افعل ذلك حتى اتمكن من الاستمرار والتألق ،واضفي السعادة علي اوقاتي وحياتي ، وكنت انقل مشاعر السعادة والقوة الى زملائي العاملين معي ، بل كنت لا اظهر دموعي حتى ابدو قويا واثقا امام رؤسائي وزملائي وعائلتي.
والسبب في هذا الاحساس والشعور بالغبن والاسى ، هم بعض الرؤساء ، وهم كثر ، الذين لا يتقنون فنون اظهار مشاعر الرضى والتقدير للعاملين معهم ، حتى يطمئنوا انهم في دائرة او بؤرة الرضا بالنسبة لرؤسائهم ، ويرجع ذلك السلوك الى اسباب تربوية او اجتماعية او نفسية ،او بسبب انشغالهم وانهماكهم في العمل ظنا منهم ان هذا الجانب الانساني ليس له اهمية فاعلة في راحة الموظف وعطائه ، بل يعتقدون داخليا ان حرمان الموظف من هذه المشاعر يدفعه للعمل بقوة واجتهاد ومثابرة ،في انتظار نظرة رضا وتقدير ، وهو افتراض خاطئ جدا.
واليوم ، قرأت بحثا يعالج هذه القضية الشائعة بين الرؤساء والاداريين وموظفيهم ، وتقول نتائج البحث ان الموظفين المجتهدين والمثابرين يقضون حوالي 23% من جهدهم ووقتهم يبحثون ويتساءلون عما اذا كان رؤسائهم راضين عنهم من عدمه.
ولكن كيف يعرف الموظف ان منشأته ورؤساءه راضون عنه ، يقول جوين موران خبير الادارة ، ان 40 % فقط من المنشآت تتحدث وتطمئن موظفيها وادارييها بأن اداءهم محل الرضا والتقدير.
لذلك يري خبراء الادارة ان هناك اكثر من طريقة تشير الى رضا المنظمة والرؤساء عن اداء عمل الموظف وهي.
•• ان يقيس الموظف حجم العمل الذي يشغله مقارنة بزملائه ،وما هي المهام الاضافية الموكلة اليه ومدى تنوعها واهميتها ،والي اي مدى هي في حدود اختصاص وظيفته من عدمه ، فهذه دلالة على ان اداء الموظف على درجة عالية من الاتقان والتفاعل مع زملائه لانهاء الاعمال في الوقت المحدد ، لذلك اوكلت له المهام الاضافية.
•• ان يكون الموظف محط انظار زملائه ورؤسائه في العمل ،حيث يلجأون اليه في الملمات طلبا للمساعدة والارشاد ، او معاونته لهم لانجاز الاعمال ، بل يصل الامر الي الاستعانة به في حل بعض المشكلات الشخصية والعائلية ، بل مناقشة الامور السرية الخاصة بسياسات المنشأة واستراتيجياتها ، وهذا يعتبر مؤشرا ايجابيا الى ان هذا الموظف محل ثقة المنشأة ومدرائها.
•• تسخير فرص رحلات العمل والتدريب وحضور المؤتمرات لموظف بعينه ، يعني اهتمام المنشأة به ، بل تعتبر هذه مؤشرات اخرى عن رضا المنشاة عنه وهو استثمار بشري له للتقدم الوظيفي.
•• جلسات التقييم والارشاد المتتالية للموظف تعني اهتمام المنشاة به وانهم يودون اعداده وتهيئته لمسؤليات اكبر في اسرع وقت ممكن.
واخيرا عزيزي الموظف ،لا تنتظر نظرة رضا من رؤسائك او منشأتك ، بل اعمل بنفسك وجهدك على ايجادها وان تكافئ نفسك بطريقتك التي تسعدك.