المحليات

مع أسواق «المدرسية» .. غلاء يلتهم ميزانيات الأسر

تحقيق- ياسر بن يوسف – عدسة- خالد بن مرضاح

مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تشهد الأسواق حركة نشطة، ومعها ترتفع الأسعار بدرجة كبيرة، بالنسبة للمستلزمات المدرسية والزي الجديد، وغيرها من الاحتياجات والأدوات الشخصية، التي يستعد بها البنين والبنات للعام الدراسي، مما يخل بميزانية الأسر في مثل هذه المناسبة، التي تأتي بعد شهور عطلة صيفية طويلة، أنفقت فيها الأسر الكثير على الترفيه. فما هي أحوال أسعار السوق هذه الأيام ، في رأي التجار والمستهلكين؟ وماذا عن دور الرقابة ؟ وما النصائح التي يسديها أهل الخبرة والرأي لضبط الإنفاق وبدء الدراسة بلا ضغوط مادية عالية. هذا مانناقشه فيما يلي: البداية مع عبدالله العمودي صاحب مكتبة، حيث قال: هذه الأيام أسواق الأدوات المكتبية تشهد انتعاشة مثل كل عام، مع بدء الدراسة، ونأمل أن يكون هناك إقبال بشكل أكبر هذا العام من قبل المستهلكين، لا سيما أن أصحاب محلات التجزئة يعانون من تراجع حجم البيع؛ نظرا لعروض التخفيضات والخصومات من بعض المتاجر الكبرى ومحلات الجملة، ناهيك عن محلات أبو ريالين وأبو خمسة التي تبيع الرديء والتقليد بأسعار زهيدة ، ويقبل عليها البعض؛ لأن المهم في نظرهم أن الأدوات تؤدي الغرض لأبنائهم ؛ بسبب عدم القدرة المادية.

وفي لقاء مع تاجر القرطاسية عمر خالد، سألناه عن حجم سوق القرطاسيات وغيرها من لوازم الدراسة والملابس ، فقال: من الصعب تقدير ذلك لكن بعض الاقتصاديين يقدرونه مابين 7 إلى 10 مليارات ريال، في ظل المنافسة الشديدة والمخزونات الكبيرة الموجودة في مستودعات التجار؛ سواء كانوا تجار جملة أم تجزئة ولكن بالتأكيد هناك تذبذب في الأسعار يظهر بوضوح خلال هذه الفترة التي تعد ذروة الموسم.
ويضيف :السوق بمفهومه الأوسع بالنسبة لموسم بدء الدراسة، يشمل محال الخردوات التي تضخ أطناناً من المستلزمات المدرسية ويعاب عليها ضعف الجودة ورداءتها باعتبار أسعارها زهيدة مقارنة بما هو متوفر لدى المكتبات وكبريات المتاجر، التي يسعى بعضها إلى جذب المستهلكين عبر العروض المخفضة لاستقطاب مشترين أكثر ، لكن بشكل عام تزداد نسبة المبيعات خلال الأسبوع الذي يسبق بدء العام الدراسي والأسبوعين الأولين منه بنسبة تزيد على 90 % قياساً ببقية أيام العام.

زيادة موسمية
من جهته، أشار شكري حميد إلى أن هذه الفترة تعد موسما لمحال القرطاسية والمكتبات وأيضاً للخياطين ويعمد الكثير من التجار خلالها إلى زيادة الأسعار بنسبة تصل إلى 35 % قياساً ببقية أيام العام، وهي أيضاً فترة تتطلب من أولياء الأمور التروي وحسن الاختيار حفاظاً على توازن ميزانية الأسرة ولسلامتها من الدخول في ضائقة، قد تؤثر عليها طوال أشهر العام وهي أيضاً فترة تتطلب مزيداً من الرقابة على مختلف الأسواق والمحال التجارية في سوق مفتوح تتعدد فيه منافذ بيع المستلزمات المدرسية والرقابة على المدارس الأهلية التي يعمد بعض ملاكها لرفع رسوم الدراسة أو النقل أو زيادة الكلفة على الطلبة بطرق متنوعة ومتعددة.

ثقافة التسوق
وحول عادات الشراء وثقافة التسوق ، تقول السيدة عالية عبد الله: إن أغلب الأطفال يتأثرون في خياراتهم الشرائية بأصدقائهم وذويهم الذين يتواصلون معهم يوميا ، وهنا لابد من توعية الطفل بأن ديننا الحنيف أمرنا بالاقتصاد بمعنى عدم الإسراف، وفي نفس الوقت عدم البخل، فخير الأمور أوسطها، ومن الممكن مناقشة الطفل ويذكر رأيه في البخل أو التبذير ، حتى يستوعب سلبيات وسوء مثل تلك الصفات.


من جانبه، يقول أحمد الهتاري: إن إشراك الطفل في طلبات المدارس أمر هام، ويمكن أن تناقشوه للاستغناء عن بند أو اثنين لعدم تخطي الميزانية وستجدونه مستجيبا، ويمكنكم تقسيم هذه القائمة لجزءين، ويذهب معكم ويشتري جزءا بنفسه، وتشترون أنتم الجزء الآخر، فهذا سيعلمه الانتباه للأسعار ومقارنتها ببعض، وبالتدريج يستطيع أن يذهب للتسوق بمفرده. وذلك لإعطاء الطفل المزيد من الثقة بالنفس والتقدير للمال ، ومن الممكن أن يقوم هو بدفع قيمة مشتروات بسيطة بنفسه من حين لآخر، ويحسب المبلغ ويأخذ الباقي وهكذا حتى يتعلم المسؤولية ، لا أن يطلب فقط، فتلبى كل طلباته.

أما محمد عسيري، فاعتبر – من وجهة نظره – أن الحديث في هذا الموضوع لايجدي نتيجة الارتفاع الكبير التي تعمل عليه القرطاسيات، وأصحاب المكتبات بشكل واضح ، والمطلوب رقابة صارمة على الأسعار قبل بداية العام؛ حتى لا يستطيع أحد التلاعب في الأسعار، كما يشاء، دون الخوف من الرقابة.


نصائح تفيدك
•• بما أن الضغوط المالية الخاصة بالدراسة تأتي عادة مرة أو مرتين في السنة. فلماذا لا تقوم الأسرة بإعداد ميزانية خاصة بها مع تقدير قيمة إجمالي النفقات الخاصة بالمستلزمات والأقساط المدرسية، ومن ثم محاولة إدخار المبلغ على فترة معينة، تتناسب مع دخلها.

•• أيضا قد يكون لديك بالفعل الكثير من الأدوات المدرسية، تم تخزينها بعيدة عن النظر. لذا قبل اتخاذ قرار للذهاب إلى التسوق وشراء ما يلزم للدراسة، قم بإعادة جرد شاملة لكل ما كان لدى أطفالك العام السابق من أدوات أو ملابس وغيرها الخاصة بالمدرسة ، وبعد ذلك قم بإعداد قائمة لما هو صالح للاستخدام، وبالتالي لا تضيع المال في شرائها مرة أخرى.
•• معلوم أن الفصل بين الاحتياجات الحقيقية ورغبات الأبناء أثناء التسوق للمدرسة ، واحدة من أصعب القرارات؛ لهذا شارك إعداد قائمة المشتريات مع طفلك، ليتعلم أنه لا يمكنك الحصول على كل شيء وإنما عليه أن يختار ما هو أهم وأكثر ضرورة، ليكون هو أيضاً مقتنعا بما اشتراه.


•• حاول اكتشاف العروض والخصومات الخاصة بالمستلزمات المدرسية؛ سواء كانت برامج ترويجية تطلقها المتاجر، أو منصات التسوق أونلاين، أيضاً تحقق من مميزات البطاقة الائتمانية لديك قد توفر لك بعض العروض لدى المتاجر التي يتسوق منها.

•• يمكنك شراء المستلزمات المدرسية بالكمية بدلاً من القطعة الواحدة، لتحصل على سعر أقل. لذا قم بتحديد الكمية المطلوبة من المستلزمات التي يستخدمها أولادك خلال فترة الدراسة حتى يمكنك شراؤها بالجملة ومن ثم توفير المال، لكن عليك ألا تشتري أكثر من الحاجة.

•• إذا كان هناك ظروف ما جعلت حالتك المالية صعبة بعض الشيء ولا تستطيع تحمل المصروفات أو الرسوم المدرسية لأبنائك، حاول التعرف على برامج المساعدات والإعانات المالية التي تقدمها المدرسة ومن ثم التقديم عليها إذا كنت مؤهلاً للاستفادة منها.


حماية المستهلك
أكدت جمعية حماية المستهلك عبر حسابها الموثق على موقع للتواصل الاجتماعي ، بأنه لا يحق للمدارس والجامعات الأهلية زيادة الرسوم الدراسية بدون موافقة من قبل وزارة التعليم. وبالرجوع إلى الإحصائيات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء للعام 1438 1439 ه، يتضح زيادة عدد الطلبة بالمملكة على ستة ملايين طالب وطالبة، منهم 4،89 مليون من السعوديين، وحوالي 1،11 مليون غير سعودي، منتظمون في المدارس الحكومية البالغ عددها خلال تلك الفترة نحو 26248 مدرسة، وفي عدد من المدارس الخاصة البالغ عددها نحو4377 مدرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *