جدة – رانيا الوجيه
ياسر بن يوسف
مع إطلالة كل عام دراسي جديد، يعاني أولياء أمور الطلاب والطالبات من ارتفاع الرسوم الدراسية في المدارس الأهلية والعالمية، رغم عدم وجود أي تميز واضح بينها، والمدارس الحكومية، بالإضافة إلى ماتقدمه وزارة التعليم من تسهيلات لهؤلاء المستثمرين من تقديم الكتب الدراسية، والتراخيص اللازمة ، في المقابل يرى الملاك أن عدم رفع الرسوم يعرضهم للخسائر أمام مايقدموه من فصول ذكية وبرامج تعليمية نموذجية.
شاليمار شربتلي، إحدى المواطنات اللاتي يعانين من غلاء المدارس الأهلية، تروي تجربتها قائلة : لدي ثلاث فتيات في مدرسة أهلية؛ إحداهما في المرحلة الثانوية برسوم قدرها 29 ألف ريال، والابتدائي برسوم قدرها 27 ألف ريال ، والروضة 19 ألف ريال، وتعتبر هذه الأسعار بعد التخفيض لي بشكل خاص. ولكني مضطرة لقبول تلك الأسعار؛ كون بناتي ملتحقات بتلك المدرسة منذ المراحل الدراسية الأولى .
التنافس بين المدارس
هند حجازي، التي لديها ثلاثة أبناء في مدارس خاصة في مراحل دراسية مختلفة أوضحت بقولها: “نعاني من ارتفاع أسعار المدارس الأهلية وبالتحديد المدارس العالمية، التي يلتحق بها في الأغلب طلاب من جاليات عربية، ومع نقص عدد الطلاب المقيمين أصبح هناك ارتفاع في أسعار الرسوم الدراسية لتغطية العجز المادي ، وبدوري كولية أمر في حال تم رفع الرسوم أضطر إلى تغيير المدرسة والبحث عن مدرسة أخرى بما يتناسب مع الميزانية لدينا بسعر أرخص وبذات المستوى للمدرسة السابقة، ولذلك أصبح هناك تنافس في الأسعار بين المدارس الخاصة والعالمية التي تقدم ذات الجودة والخدمة للطلاب.
هدف ربحي بحت
من وجهة نظره، يرى عبدالرحمن المرشد أن موضوع المدارس الأهلية يؤرق الأهالي بشكل سنوي حيث تزداد الرسوم دون ان تجد من يوقفها وقد بلغ الارتفاع خلال الست سنوات الماضية ١٠٠٪ وليس هناك ما يستدعي ذلك من ناحية تطوير أساليب التعليم او ادخال برامج تعليمية متطورة، إنما فقط زيادة رسوم ولاغير، حيث تعودت المدارس على رفع رسومها بشكل سنوي وربما نصل والحال كذلك إلى زيادة توازي ٢٠٠٪ بعد ثلاث سنوات.
زيادة كبيرة
وتروي سامية الأهدل معاناتها مع المدارس الأهلية وغلاء الرسوم الدراسية التي تراكمت عليها بسبب الزيادات في كل عام دراسي جديد موضحة:
تزيد رسوم المدارس الأهلية بشكل عام من 500 ريال الى 1000 الف ريال في كل عام ، وأعاني مع مدرسة أبنائي منذ عامين ، ففي كل سنة تزيد تراكمات المصاريف، وتوقف أبنائي فصل دراسي كامل عن الذهاب للمدرسة؛ حيث أصبحت مطالبة بدفع 70 ألف ريال للمدرسة، وبالواسطة تم التفاوض مع مالكة المدرسة لتخفيض المبلغ، بالرغم من أن المدارس الخاصة او العالمية فقدت مصداقيتها فتأخذ من أولياء الأمور ماديا أكثر مما تعطي للطالب، فهناك إهمال كبير في بعض المدارس وبالتحديد مدارس البنين التي تفقد السيطرة والضبط على الطلاب البنين، وعدم متابعة المعلمين لواجبات الطلاب وتقييمهم بشكل مستمر وغيرها من مشاكل.
إلزام التوطين أحد أسباب رفع الرسوم
وردا على أسباب ارتفاع رسوم المدارس الأهلية، أوضح أحد ملاك المدارس الأهلية بقوله: ” نعتمد لرفع الرسوم الدراسية بحسب ما نقدمه كمدرسة خاصة من فصول ذكية ، وايضا تقديم برامج دراسية نموذجية بموافقة من وزارة التعليم، ونحن نفرض القيمة المضافة على الطلاب المقيمين وليس الطلاب السعوديين ويتم رفع الرسوم كل 3 شهور على الطلاب المقيمين فقط ، أيضا فرض وإلزام التوطين لعاملات النظافة في المدارس ومن الصعب ايجاد عاملات نظافة سعوديات ، وبالتالي تكلف العاملة الأجنبية 10 الاف ريال في السنة من رسوم مكتب العمل وتجديد الإقامة، ولذلك نضطر إلى رفع الرسوم الدراسية.
الرأي القانوني
ويوضح من الناحية القانونية المحامي سليمان الحلواني من حيث ارتفاع اسعار المدارس الأهلية قائلا: بعض المدارس بالفعل تغالي في اسعار الرسوم السنوية واصبحت اسعار المدارس ضعف اسعارها مقارنة بالسنوات الماضية، على سبيل المثال من 10 آلاف ريال الى 20 ألف ريال. إضافة إلى أن هناك بعض المدارس مسجلة في ضريبة القيمة المضافة التي أدت إلى رفع الرسوم الدراسية، والحل القانوني لابد أن يكون هناك تقنين لتلك الرسوم من وزارة التعليم فهي الجهة الوحيدة المخولة لتفرض وتقنن ارتفاع تلك الاسعار على ملاك المدارس الأهلية، وتوحيد الأسعار على جميع المراحل الدراسية.
