اجتماعية مقالات الكتاب

ما دون الحلق الا اليدين

كتب: محمد الجهني

لا يمكن تجاهل اخطار التربص الإيراني على النحو المتزايد والمشهود ، فنظام اطفاء الحرائق ولى إلى غير رجعة في أعقاب الوصول الى طريق مسدود فيما يتعلق بإمكانية عودة نظام الملالي الى العقل خاصة أن المسألة تجاوزت الحدود التي يمكن قبولها على مضض والتعايش معها على أمل بل قفزت لتتخطى الخطوط الحمراء فأصبح أمن دول الخليج تحت مطرقة خطر الارهاب وأضحت الحاجة ماسة للخروج من مأزق الأذى والعبث الايراني الذي بلغ مبلغه متجاوزاً كل الاحتمالات ومتخطياً حدود الصبر لمرحلة حاسمة قوامها البحث عن رادع ومخرج من نفق مظلم يسوقنا ملالي طهران لدخوله مرغمين فليس دون الحلق سوى اليدين وفقاً للمثل الدارج الذي ينطبق على حال المنطقة .

لا يمكن الوقوف في طابور المتفرجين فمشعلي الحرائق عازمون بكل ما أوتوا من امكانات على ايقاع الضرر بدول المنطقة ونحن في مواجهة تهديد الملالي ووكلائهم في منطقة تنعم بالاستقرار وتعج بالخيرات ولا قبول للتخاذل حيال العداء المستشري غير المسبوق فالموضوع موضوع وجود وكرامة أولاً وحفاظ على مكتسبات مشروعة ثانياً ولدول الخليج كل الحق في استثمار تقاطع المصالح لدرء الخطر الأكبر الذي يمثله معممي ايران على استقرار منطقتنا الآمنة المطمئنة من باب أحقاد تتنامى وتكبر وكراهية غير مبررة دفعت الفرس للجد والاجتهاد في انتاج قنابل نووية لن تكون اهدافها بعيدة عن ضرب الاسلام الحق دون سواه .

لسنا في وارد تفصيل المحاولات التي اصطدمت بالتعنت الإيراني منذ أن وطأة قدم الخميني أرض مطار طهران مترجلاً من على ظهر طائرة فرنسية ليعلن تصدير الفوضى إلى حيث نقيم وننعم بالرخاء قبل ان نكتشف أن الإصرار على التفجير والتجييش وتعميم العبث سيستمر لإيقاف تنمية أوطاننا في محاولة يائسة بائسة فاشلة لاستعادة امبراطورية فارس التي سادت ثم بادت فلا كسرى بعد كسرى.

لقد ظلت المملكة عائقاً أمام تحقيق ملالي طهران لأحلامهم بابتلاع المنطقة العربية بالكامل وقد لمسنا وأدركنا الأهداف بوضوح فالوضع ليس خافياً على أحد البتة ولعل التصريحات المنطلقة من طهران أهم المؤكدات على حجم الخطر الكامن، فتحرك الحوثي على غرار ما يفعل حزب الله في لبنان كان بمثابة سقوط العاصمة الرابعة في العرف الفارسي السقيم أما بقية العواصم العربية فقد تم جدولة سقوطها ضمن مخطط شيطاني عدواني ارهابي عبثي غاية في البشاعة.

إيران وحدها تتحمل المسؤولية حول ما يجري حالياً ولدول الخليج كل الحق في تسهيل مهام شركاء الضرر الواقع جراء سلوك إجرامي ايراني فشلنا في ثنيه واستطعنا تأخيره ونحن القادرون بعون الله على إزالته بالكلية للحفاظ على مكتسباتنا الوطنية على نحو يرضينا ويحقق أحلام الأجيال كي لا تلعننا جراء التخاذل في أمر يتعلق بأمن واستقرار العباد والبلاد ، فقاعدة العديد المواجهة للأحواز على الضفة الغربية المقابلة معدة سلفا وجاهزة والانطلاق من خلالها ليس بحاجة لإذن على الاطلاق ، أما الموافقة على طلب اعادة انتشار القوات على بقية دول المنطقة الخليجية فقد حصل بحمد الله في أعقاب شرح مبررات الحاجة الماسة للردع والحفاظ على الاستقرار وقادة دول المنطقة محل الثقة المطلقة ، أما الشعوب الخليجية فقد سئمت صبرا على استهدافها واستبشرت خيرا بإيقاف أخطار تتنامى وتهديدات تتوالى وتتضخم يوما بعد يوم في ظاهرة هستيرية غير مقبولة  وتتمنى وقف آمال وأحلام عدو غارق في الجهل ظل مكابراً متغطرسا ناشراً للطائفية وداعماً للإرهاب بعد أن بذلنا كل شيء ليعود الى رشده فزاد عناداً وجهلاً وصلفاً.

ستظل بلادنا شامخة قوية تلقن الأعداء درساً لا ينسى وسيظل الامن وارفاً مرفرفاً في أرجاء الدول العربية شاء من شاء وابى من أبى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *