اجتماعية مقالات الكتاب

روحي وما ملكت يداي فداه

أطفالنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، وهبنا الله إياهم، وهم مصدر سعادتنا وعنوان مستقبلنا، يستحقون منا كل رعاية واهتمام حتى يبلغوا سن الرشد فيزفون إلى الوطن وهم شباب واعدون ، فيهم من الخير الكثير وفي ثقافتهم العلم الغزير ، ومن طموهم الشيء الكبير . ولكن ما هو الواقع الحقيقي الذي يعيشه الأطفال في أيامنا هذه ؟

لقد أصبح هناك مخاوف وقلق شديد على حال الطفولة التي تنتهك يومياً على مذابح الكبار، فمن طفل في الشارع يعاني التشرد والضياع ، ومن طفل مورست ضده أبشع أنواع الظلم والتعذيب ، إلى آخر دُفع به إلى العمل تحت وطأة الحاجة والفقر، فحرم من التعليم والذهاب إلى المدرسة ، إلى آخر استغلت طفولته من قبل جماعات إرهابية دربته على حمل السلاح وقتل الأبرياء ،

وهناك في مكان آخر نرى أطفالاً اتخموا بالرفاهية ، فقلّ عطاؤهم وضعف انتاجهم وأصبحوا مجرد مستهلكين للتكنولوجيا الحديثة ، يتناولون الوجبات السريعة ويتسلون بالأطعمة الضارة ، الأمر الذي شتت تركيزهم وأصابهم بسمنة مفرطة ، أثرت سلباً على نشاطهم البدني ومسيرتهم الدراسية.

علينا أن نحمي أبناءنا من ملوثات العصرنة وتحديات الغزو الفكري على كل ما هو قيم وأصيل ، وأن نسعى جاهدين وبواسطة وسائل الإعلام المختلفة أن نبث لهم البرامج المتنوعة التي تثري ثقافتهم المعرفية وتسمو بذائقتهم الفنية . والمطلوب منا كأولياء أمور ومربين أن يكون لنا دوراً متميزاً في متابعة برامجهم اليومية من جد ولهو، وفي ترشيد استخدامهم للأجهزة الالكترونية ،

وتوجيههم نحو ممارسة الأنشطة الرياضية ، وقد يكون من الضروري جداً ونحن في حضرتهم أن نحترم وجودهم بيننا ، فنتوقف عن الثرثرة في الجوال والتغول في مطالعة رسائله وفيديوهاته ، وأن نحد من الجعجعة في الحديث والصراخ في التعبير ، فليس لهم ذنب فيما يحدث بين الكبار من مشاكل وانتهاكات ، فهم الأجدى بالحوار ، والأحق باللعب ، والأولى بسرد القصص والحكايات .
يقول الشاعر بدوي الجبل عن الطفولة في إحدى قصائده ” البلبل الغريب ” :

يا رب من أجل الطفولة وحدها…… أفض بركات السلم شرقاً ومغرباً
وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها… إذا غردت في موحش الرمل أعشبا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *