رغم الخشية من ارتباط تعاطى عقار الباراسيتامول في الحمل بأمراض التوحد، وأمراض تشتت الانتباه وفرط الحركة؛ فإن الأطباء لا يزالون يكتبون أحيانًا عقار الباراسيتامول للحوامل لعدة أسباب:
الأول: هو أن معظم الدراسات لم تؤكد الارتباط القطعى للباراسيتامول بتلك الأمراض، ولذا فإن معظم الهيئات العلمية تنصح بتحسين تقنيات البحث وتواصل الأبحاث للوصول إلى اليقين، إضافة إلى ذلك؛ فإن إحدى الدراسات التى أجريت على عدد 2.4 مليون طفل في السويد لم تجد أي شبهة تتعلق بهذا العقار، وعلى الأغلب؛ فإن الطبيب الذي يصفها للحامل عليه أن يوضح كل ما يستجد في هذه المسألة للأم، ثم يترك القرار للأم بعد الإيضاح الكافي.
السبب الثاني: أن ارتفاع درجة الحرارة والآلام الشديدة قد تؤدى إلى مضاعفات خطيرة؛ منها الولادة المبكرة بكل ما تحمله من أضرار محتملة على الجنين. ويمكن القول: إن الفوائد المتوقعة للدواء هنا تفوق المضاعفات المحتملة.
السبب الثالث: هوعدم وجود عقارات بديلة آمنة؛ فالعقارات البديلة؛ مثل مهدئات الآلام غير الستيرويدية NSAID، لا يوصى بها للحامل، خاصة خلال الثلث الأخير من الحمل؛ لما قد تسببه من مضاعفات للجنين.
ويمكن أن نخلص إلى بعض التوصيات بهذا الشأن: أولًا: عدم المسارعة إلى أخذ عقار الباراسيتامول، ويفضل أن يتم ذلك بعد استشارة الطبيب، والارتفاع البسيط في درجة حرارة الجسم يمكن التعامل معه بالكمادات الباردة، والاستحمام بالماء غير الساخن، وتبريد الجو بالمراوح مثلًا، و المشروبات الباردة. وذلك قبل تعاطى الباراسيتامول، فإن لم تفلح تتحول إلى الدواء.
ثانيًا: يتم أخذ أقل جرعة تحقق الهدف ولأقصر وقت ممكن.
وهنا يجب ملاحظة أنه قد كثرت الأدوية التي تحتوي على مادة الباراسيتامول مع مواد أخرى، فيجب أن نتأكد من كل الأدوية الموجودة في المركب الدوائى. هناك أدوية تحوي عقار الكوديين مع الباراسيتامول ( مثل فيفادول بلص) ، وسابقًا لم يكن هناك تحذير بشأنها، ولكن تبين أن تعاطى مادة الكوديين خلال الحمل وخلال الإرضاع، قد تلحق أضرارًا بالجنين وبالوليد.
وينصح بعدم التساهل في استعمالها، وبحمد الله، فقد سهل الوصول للأطباء عن طريق الرسائل الهاتفية بأنواعها، وهذا سَهَل الاستيضاح عن أي دواء تظن الحامل أنها بحاجة إليه. ولا يجب أن تتحرج الحامل من هذه الطريقة؛ حرصًا على نفسها وعلى جنينها.
SalehElshehry@
