تشير الساعة الآن إلى الثامنة وسبعة وأربعين دقيقة صباحاً، ولم يتبق لي سوى ثلاث عشرة دقيقة لأكون على استعداد لمغادرة حجرتي والبدء في إنجاز ما يجب عليّ إنجازه من أعمال، لا زال الوقت يكفي فثلاث عشرة دقيقة فيها من الثواني الكثير، والثانية هي جزء من الوقت، وإلا لما وضعت ضمن جزئيات الزمن، فإغماض العين لا يحتاج إلا إلى ثانية، وفتحها يمكن أن يمر بنفس الثانية، أيضاً الابتسامة، والبكاء، وكذلك الموت لا يحتاج إلا ثواني.
إذاً.. لازال لديّ الوقت الذي أحتاجه حتى أرتدي ملابسي وأتزيّن وأتخير ما طاب لي من الحلي، ثم أختار الحذاء المناسب، وأنظر لنفسي في المرآة، ثم أتأكد أن ما أراه هو حقاً ما يرضيني وإن لم يكن فهناك وقت أيضا لأغير منه قليلاً أو كثيراً.
دائماً لدى (عشم) في الوقت، وكأني أنظر إليه على أنه صديق عليه أن يتحمّل فوضى قراراتي، فكنت أطالبه بالتمدد على القدر الذي يكفيني، وأسرح وأمرح خلاله، دون تقدير لكونه محددا ومقيّدا بآلية واحدة لا تتغيّر، ثم أستشيط غضباً إذا خذلني وتظهر على ملامحي علامات الضيق، وكأنني ألومه قائلة:” ما الذي جعلك تنقضي..؟”.
فكرت كثيراً في أن أضع حداً لهذه المهزلة، وأن أقف موقف المسؤول من نفسي، وأهمش دوره في سير يومي، ربما نجحت لفترة لم تكن قصيرة، إلا أن الأمر لم يفلح دائماً، اكتشفت مع مروره أنني فقدت الكثير من الأحلام والطموحات بل حتى الأشخاص قبل أن أخبرهم بماهيتهم عندي عندما لم أعبأ بدوره في تهذيبي.
الوقت يهذبني..! حقيقة لا أستطيع الفرار منها، وإن حاولت يذكرني بضعفي في مرحلة من مراحله لأعرف قدري وأقف له احتراماً.
سأحاول أن أشطب سوف من قاموسي، وأتعامل معها ككلمة لا معنى لها، بل قد ألبسها قبعة “الخواجة” خاصة أنني لست ضليعة في لغة “الخواجات”، فأبحث عنها في قاموسهم ولا أجدها فتصاب بالتيه، لا هي عندي ولا عندهم، ثم أبدأ الآن أجدول وقتي ولا أضيع منها ثانية.. نعم.. سوف أفعل ذلك غداً.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid