يعاني الكثير من الأفراد في مختلف مراحل حياتهم بسبب عدو خفي قد لا يعلمون ما هو؛ وذلك لشدة سطوته وتأثيره المبالغ على ذات الفرد وتظهر هذه الحالة بأعراض نفسية محددة تكمن في صعوبة اتخاذ القرارات، سواء كانت بسيطة أو معقدة و الشعور بالضياع أمام الخيارات والاحتمالات كما أنه يتسبب بشعور الفرد بالارتباك وفقد القدرة على الاختيار مما يجعل مصابًا بالتوتر والقلق.
تختبئ الحيرة المفرطة وراء ما يشعر به الفرد من مشاعر مختلطة، وتعود الأسباب إلى كثرة الخيارات المتاحة لدى الفرد كما أن الخوف من تفويت أحد الخيارات أو عدم نجاح الخطوة المتخذة أحد أهم الأسباب التي تجعل الفرد مصابًا بالحيرة، والتردد والتأخر في اتخاذ الخطوة وهذا ما يترتب عليه فوات الفرص دون أدنى إنجاز.
تؤثر الحيرة المفرطة بشكل كبير على الصحة النفسية للفرد. فقد تؤدي إلى الشعور بالضياع عن الهدف الأساسي وفقدان الثقة بالنفس، ما قد ينعكس سلبًا على جودة الحياة في بعض الحالات وقد تؤدي هذه الحيرة إلى اتخاذ قرارات سريعة وغير مدروسة يعقبها ندم متواصل وتأسف على الحال الذي آل إليه الفرد. وللتغلب على الحيرة المفرطة، يمكن اتباع بعض الإستراتيجيات الفعالة. من المهم تحديد الأولويات وفهم القيم الشخصية ما يساعد في تقليل الخيارات المتاحة والتركيز على ما هو مهم حقًا والبدء بإنجاز الأهم؛ فالمهم ومن الضروري اتخاذ الخطوات الفعالة وتجربة تنفيذها هي خير دليل على نجاحها من عدمه، فلا يمكن للفرد أن يتحقق من شيء ما دون أي تجارب.
وتعتبر الحيرة المفرطة تحديًا يواجه الكثير من الأفراد في حياتهم اليومية، ويمكن معالجته من خلال فهم الأسباب والوعي بالتأثير السلبي المستمر الذي يسهم في تخفيف هذه الحيرة كما يمكننا تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع الحيرة إستراتيجيات مدروسة تناسب الحالة التي يمر بها الفرد ولا يخفى علينا أن اتخاذ القرارات ليس بالأمر السهل، ولكن مع بعض الممارسة والتفكير الواعي، يمكننا التغلب على هذه الحيرة والعيش بحياة أكثر توازنًا ورضا.
fatimah_nahar@