الدوري الذي حققه فريق الهلال يعد النسخة (٤٩) من منافسات الكبار الذي انطلق موسم ١٣٩٧هـ -١٩٧٧م بعد تصنيف الفرق إلى (ممتاز ودرجة أولى) ونستثني الدوري المشترك عام ١٤٠٢هـ، الذي دمجت فيه فرق الممتاز مع الدرجة الأولى، حقق الزعماء (١٩) لقبًا وخسر بطولات كانت في متناول أيادي لاعبيه، وساهم نظام المربع الذهبي في تغييب سبع بطولات، كان يتصدر الترتيب، ثم يخسر في مباريات دور الأربعة على اعتبار أن الرباعي الأول يلعبون بطريقة المقص، ويتأهل الفائزان للمباراة النهائية. الهلال عانى كثيراً خلال مشوار دوري الكبار من الأخطاء التحكيمية التي غيرت مسار تفوقه، لكن في هذا الموسم تحديداً استعانت إدارة النادي بقيادة الربان فهد بن نافل بالصافرة الأجنبية، فحقق مكاسب خالدة وصلت لـ (٣٤) فوزًا متتاليًا، وتصدر القمة العالمية بهذا التسلسل المميز، علاوة على كسره للأرقام في التسجيل والنقاط على الصعيد المحلي. الهلال أتعب منافسيه، فتجمعوا سويًا، وأظهروا البيانات، وتجلت التصريحات التي تشكك في مكتسباته، وحكايات أشبه بقصص ألف ليلة وليلة، وأنهي حسابات الدوري قبل ثلاث جولات، وبفارق كبير يصل لـ (١٢) نقطة، وهزم الثلاثي التابع لصندوق الاستثمارات بنتائج متباينة، وطال الاتحاد القسوة الأكثر من الزعماء؛ حيث كسبه في سبع مواجهات متتالية، وفي مسابقات مختلفة، وظهرت علي إثر ذلك تصاريح غريبة، والمتمثل أن هذا الهلال يحظى بدعم مغاير عن البقية على صعيد تسجيل العناصر الأجنبية، وخرج المسؤول الأول ودحض أكاذيبهم بالأرقام؛ حيث تجلى تساوي فرق الهلال والاتحاد والنصر في عدد العناصر التي سُجلت، في حين كان الأهلي الأعلى بستة لاعبين بفارق لاعب عن البقية، خلاصة القول: البيت الأزرق تميز عن الجميع بالعمل الناجع المؤسساتي والتنظيم، بدليل الديون التي عانت منها الأندية منذ عام ٢٠١٩م وسُلخت عنها ذات مرة، ولكن كان الهلال خارج دائرة الإشكالات المادية، بل إن الأرباح تتناثر من ميزانيته بعد ختام موسمه بمعنى أنه يكسب البطولات داخل الميدان ويحقق التفوق المادي في الاستثمارات. إنه هلال يعايش عالمه في كل المناحي، تبقى لهذا الكيان الكبير أربع مباريات في الموسم الجاري منها ثلاث بالدوري، وربما أن تلك المواجهات أشبه بالبطولة للفرق التي تلاقيه في حال قدرتها على النيل منه، وهو ما عجز عنه الآخرون، أما اللقاء الأخير فيتمثل في نهائي كأس الملك الذي نأمل أن يكون خير ختام لموسمنا الأقوى الذي تواجد فيه أعتى النجوم العالميين. أعيد القول: إننا ننشد مشاهدة لقاء تتكامل فيه كل الجوانب، وتغيب عنه الأخطاء التحكيمية التي تعكر صفو المنافسة، وقبل الختام نبارك للهلال المنجز المتفرد وتحديداً الرباعي الأجنبي نيفيز، بونو، كوليبالي، سافيتش، الذين حققوا أول لقب في تاريخهم على صعيد بطولات الدوري مع متصدر فرق العالم بعدد مرات الفوز، وخلال تسعة أشهر ظفر نجوم الهلال بثلاث بطولات” كأس موسم الرياض والسوبر والدوري، وما تجسد في هذا الموسم يؤكد حقيقة أن تلعب للهلال يعني أنك تحقق مجدًا جديدًا بكل هدوء وبعيدًا عن الضجيج.