اجتماعية مقالات الكتاب

بعض الدراسات المؤرشفة تستحق التطبيق

بعض موظفي وموظفات الدولة الذين تركوا العمل ، قدموا دراسات قيّمة لم تنل حظها من التقييم أو دعونا نقول من التقدير، وكان مصيرها الأرشيف للأسف، وهذه الدراسات تستحق اليوم أن تنزل من الرف للمكتب وإعادة النظر فيها، فبين طياتها أفكار لخدمة الوطن فكثير ممن عملوا دراسات من واقع تواجدهم في الميدان عايشوا مشكلات دفعتهم للبحث وكانت دراساتهم للمساهمة في حل تلك المشكلات فكان من الجيد جداً التنقيب عن تلك الدراسات وتفحصها وضمها لدراسات حديثة والاستفادة منها فلا شك أن فيها من الفائدة ما فيها.

ما أثار هذا الحديث في نفسي، موقفان أولهما مقابلتي لعدد من العائلات المقيمة الذين تراكمت عليهم رسوم الإقامة لحد فاق طاقتهم وأصبحوا في مأزق صعب وهم من مواليد المملكة ومن محبي هذا الوطن والمستعدين لفدائه بأرواحهم ومعرفتي بهم قديمة. عندهم من الولاء والانتماء للمملكة ،ما يستحق تسهيل أمورهم ،لأن وطننا وطن العطاء وفيه لن يضام أحد. أمثال هؤلاء المقيمون تتعطّل حياتهم بعدم مقدرتهم على تسديد رسوم الإقامة، نتيجة عدم توفر العمل لهم ممّا يجعلهم بلا إقامة، وبدون الإقامة كثير من شؤون الحياة تتوقف ،وهم لا وطن لهم ولا حياة سوى في السعودية ولا يعرفون مقراً لهم غيرها ويدينون لها بكل شيء، أفلا يستحقون النظر في أمرهم وإني أتوقع من وزارة الداخلية حل مشكلتهم وتدبير أمورهم بتوفيق الله.

في حديث حول هذا الموضوع دار بيني وبين الصديقة والأخت (الأميرة لاما السديري) والتي ذكرت لي عن دراسة قدمها زوجها صاحب السمو الملكي الدكتور اللواء (عبد العزيز بن ناصر بن عبد العزيز) حين كان على رأس العمل ،وهي فكرة إصدار إقامة دائمة للمواليد غير السعوديين لمقيمين دائمين بالمملكة العربية السعودية ،تكون هذه البطاقة بمثابة تعريف كامل عن الفرد من جميع النواحي، ومن خلالها يكون له الحق في التعليم والعلاج والعمل ،فمثل هؤلاء لا يعرفون وطناً غير هذا الوطن ،وولاؤهم له وانتماؤهم إليه ،لذا وجب أن يكونوا أفراداً صالحين في تعليمهم وصحتهم وظروفهم وقد تعرض (الأمير عبد العزيز) في دراسته للنتائج الإيجابية لمثل هذه البطاقة أمنياً واجتماعياً .

هذه الدراسة قديمة وثرية وقدمت لوزير الداخلية آنذاك كما ذكرت (الأميرة لاما) نقلاً عن الأمير ،وكانت الدراسة ما بين العام 1996 /1998. نتمنى أن هذه الدراسة ومثلها تخرج ،ويعاد النظر فيها وتضاف لكل دراسة جديدة لتخرج للوطن خلاصة تخدم الوطن وتحل مشكلات المقيمين النظاميين وغيرهم وتحسِِّن وضع الذين كانت لهم السعودية وطناً وكانوا لها أوفياء.

انتهى موضوع الدراسة الأولى ،وإليكم الدراسة الثانية تذكرتها ونحن ننادي بأهمية غرس المواطنة الحقة في نفوس النشء ،تذكرت دراسة قدمتها الدكتورة (فايزة الأخضر) مع فريقها وكانت إحدى المسؤولات على مستوى المملكة في وزارة التربية والتعليم آنذاك، دراسة جميلة أهدتني نسخةً منها بذلت مع فريقها جهداً جباراً في هذه الدراسة وكانت حول (أثر المناهج في تنمية المواطنة لدى الطالبات) . تمنيت التواصل مع الدكتورة فايزة للحديث حول هذه الدراسة وتذكُّر حيثياتها لكنها خارج السعودية وحاولت البحث عن النسخة المهداة في مكتبي ،لكن يبدو أنني تركتها في الإدارة بعد التقاعد. عموماً هي دراسة مفيدة ماذا لو خرجت للسطح ؟وماذا لو تمت دعوة من عملت الدراسة والبحث من جديد وإضافة أي دراسات جديدة للوصول لنتيجة فاعلة تخدم الهدف وتحقق الإيجابية المأمولة؟

من تركوا العمل ولهم بصمات لا تنسى في أي مجال، لماذا لا يستفاد منهم ومن أفكارهم وأي دراسات قاموا بها ؟ نتمنى في كل مجالات العمل أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون نصحِّح ما يمكن تصحيحه ونضيف كل جديد مفيد ، فقرار البدء من الصفر في بعض المواقع، ما هو إلا قرار تهدر به الإمكانيات ،وتضيع فيه الحلول وتتخبط الخطط. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *