كانت لفتة أدبية غير مسبوقة في مجالها من المجلة العربية ممثلة في رئيس تحريرها الكاتب الأديب الأستاذ محمد بن عبدالله السيف ومن إلى جانبه من أسرة التحرير، تمثلت في إصدار (كتاب المجلة العربية) مصاحباً لكل عدد شهري من أعدادها كهدية مجانية لقرائها.
وكان لهذا الإهداء صداه البالغ والواسع لدى قراء المجلة، لتنوع موضوعاته من جهة وتوافقه مع رغبات وأذواق القراء من جهة ثانية.
وتنويعاً من المجلة في حسن الاختيار، كان إهداء المجلة للعددين 568/569 لشهري جمادى الآخرة ورجب 1445هـ كتابي (مختارات من مجلة قريش الجزء الأول والأخير ويمثلان في محتواهما الأعداد من (1379-1383هـ) تصدر الجزء الأول منها مقدمة ضافية لرئيس التحرير، أوضح فيها بإسهاب تاريخ صدور المجلة بدءاً من عهد صحافة الأفراد إلى تحويل الصحف إلى مؤسسات وإحصائية بأسماء الكتاب الذين شاركوا فيها، وختمها بقوله : (ولأهمية ما نشر في هذه المجلة الأدبية الاجتماعية من موضوعات ثقافية وأدبية، رأينا في المجلة العربية نشر بعض مما نُشر ليطلع قراء المجلة على تلك الجهود الثقافية التي قام بها الأديب أحمد السباعي – رحمه الله – ومن شاركه من رواد تلك المرحلة).
والحق أن فكرة الكتاب كانت هادفة وبناءة وغير مسبوقة من المجلة العربية ومن القائمين عليها؛ لأنها بذلك تربط مسيرة تراثنا الأدبي ورواده في حِقبِهِ الماضية بحاضره المزدهر.
وإتماماً لهذه اللفتة المنصفة والموفقة في هدفها ومدلولها من أسرة تحرير المجلة العربية ، فإننا نأمل شمول مجلة المنهل التي تعتبر من أعرق وأقدم المجلات الأدبية السعودية تخصصاً بالمملكة، والتي أنشأها صاحبها ورئيس تحريرها الأديب الراحل الرائد الباحث المؤرخ الشاعر الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله عام 1356هـ بالمدينة المنورة واستمرت بعد ذلك في الصدور بجدة، حتى توقفت قبل بضع سنوات بعد مضي (80) عاماً من عمرها الحافل بالإنجازات الأدبية والثقافية وكانت مورداً جاذباً لكبار الكُتاب والأدباء على المستويين المحلي والعربي وكان لها الدور البارز في النهضة الأدبية والعلوم والآداب بالمملكة على امتداد تاريخها الطويل المشرف، وكانت بمثابة جامعة تخرج فيها العديد من أرباب الادب
ومشتقاته ،وذلك بإصدار كتاب يحتوي على مختارات من بعض ما نُشِر فيها من موضوعات تستحق القراءة والمطالعة، لكبار الأدباء والكُتّاب والمفكرين السعوديين والعرب، على ضوء مختارات مجلة قُريش، والتي قد تفوقها في المادة والتخصص والأقدمية في الصدور، ضمن الكتب المصاحبة لأعداد المجلة كهدية لقرائها ضمن الأعداد القادمة.
ونحن على ثقة من تقدير أسرة تحرير المجلة العربية للدور الريادي لما قامت به هذه المجلة، وصاحبها في خدمة الأدب السعودي ورواده وإسهامها في النهضة الأدبية منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه الملوك الذين ساروا مسيرته واقتفوا أثره وساروا على نهجه ، وفي تحقيق هذا المطلب ، ما يُعزّز ويُقوي من قيمة وإنجازات المجلات الأدبية العريقة تاريخاً ومسيرة في خدمة الأمة والوطن والقيادة الرشيدة الداعمة لنهضة الأدب وازدهاره وتشجيع رواده محلياً وعالمياً، وتحقيقاً لرؤية المملكة 2030 الداعمة للنهضة المباركة والشاملة التي تعيشها بلادنا على كافة الأصعدة والمجالات.
خاتمة: لعلّ من تابع النقلة النوعية التي شملت مسار هذه المجلة في السنوات الأخيرة، يُدرك جيداً: التجديد والتغيير في المادة والإخراج بما يتفق وظروف العصر ومواكبة النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا في شتّى المجالات والأصعدة، وبما يُحقق مستهدفات رؤية المملكة (2030) الداعمة لرقي البلاد محلياً وعالمياً ممّا جعلها تكتسب مكانة جاذبة ليس على المستوى المحلي فحسب؛ بل على المستوى العربي أيضاً، وممّا زادها تألقاً وإقبالاً، فتح القائمون على تحريرها صدورهم قبل صفحاتها لمشاركة العديد من كُتاب وأدباء وشعراء ونُقاد الأشقاء في العالمين العربي والإسلامي، فازدادت بذلك وجهة جاذبة وسمعة واسعة الصدى والذيوع في مجالها محلياً وعربياً .
نبض : الأدباء هم مشاعل الأمة ونورها الوهاج في خدمة الأمة والوطن نحو الرقي والنهوض والريادة والازدهار حاضراً ومستقبلاً.
وبالله التوفيق.