إذا كنت تشعر بالعزلة أو الوحدة، فأنت لست وحدك؛ فعدد الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة آخذ في الإرتفاع، حيث يعرب العديد من الناس عن أنهم نادرًا ما يشعرون بأن لهم أصدقاء وعائلات يفهمونهم، وكذلك أفاد العديد من الناس أنهم يخشون أن تكون علاقاتهم غير ذات معنى أو غير طويلة، تشير هذه الاستجابات إلى أن الشعور بالوحدة يصل إلى أبعاد وبائية حيث الشعور بالوحدة المزمنة يمكن أن يكون له تأثير دائم على صحة الجسد والعقل.
يعاني الأشخاص الذين يعيشون مع الوحدة المزمنة من مستويات متزايدة من التوتر والقلق، ويمكن أن تسبِّب هذه مجموعة من الآثار الصحية الضارة، بما في ذلك كبت المناعة وارتفاع ضغط الدم وزيادة الالتهاب بالإضافة إلى هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر، يمكن أن تتداخل الوحدة أيضًا مع الحياة اليومية، ممّا يتسبب في اضطرابات النوم والشعور بالخمول العام.
من الممكن التغلب على الوحدة باستخدام الأدوات المناسبة والتوجيه والدعم من الأصدقاء أو العائلة، الوحدة لا تحدث في عزلة، لذلك إن الاعتراف بأن الوحدة شعور طبيعي تمامًا، يمكن أن يساعدك على البدء في التغلب عليه ،عندما تعترف بأن الوحدة لا تحدث في الفراغ، قد تبدأ في إدراك أنها ليست شيئًا يعزلنا عن بعضنا البعض، بل تجمعنا معًا في تجربة إنسانية مؤلمة.
كذلك إحدى أقوى الطرق للتغلب على الوحدة ،هي تعزيز العلاقات مع الآخرين، فقد يكون قول هذا أسهل من فعله نظرًا لأن الوحدة هي شعور بالعزلة الاجتماعية، فقد تشعر كما لو أن علاقاتك مع الآخرين قد دمرت بشكل لا يمكن إصلاحه، أو أنك تثقل كاهل الآخرين بمشاكلك من خلال التواصل معهم وهذا غير صحيح، من المهم البحث عن الدعم الاجتماعي حيث يمكن أن يساعدك على الشعور بمزيد من التواصل مع الآخرين ويتيح لك بناء علاقات جديدة، ليس عليك التعامل مع الوحدة بمفردك، لمعالجة مشاعر الوحدة قصيرة الأمد، فقد ترغب في التفكير في التواصل مع متخصص سواء كنت تشعر بالوحدة لأنك تشعر بالانفصال عن الأصدقاء، أو لأنك تعيش بعيدًا عن العائلة، أو ليس لديك شخص آخر تحدثه، وهنا التحدث إلى أحد المتخصصين حول ما تشعر به يمكن أن يساعدك.
قد تكون الوحدة عاطفة إنسانية عالمية، لكن كل واحد منا يختبرها بشكل مختلف، ففي حين أن وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الأخرى قد تجعلنا أكثر تواصلًا في مجتمع عالمي من أي وقت مضى، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل شخصًا ما لا يزال يشعر بالوحدة اليوم.
NevenAbbass@