يقوم العقل بعمليات معقّدة ، وبأرقام مهولة مستمرة يوميًا، كالتحكُّم في العواطف والمشاعر، وتنّظيم التفكير والحركة، والسلوكيات المختلفة التي تعمل في دائرة واحدة ، وتصدرالعديد من الأوامر، وتكمن فيها قوة عظيمة جداً من خلال المحفِّزات المستمرة التي تتحكَّم في اتخاذ القرارات .
و بلا شك أن هذه العمليات المستمرة التي يقوم بها العقل، قد تكون مجهدة و مرهقة، فتؤثر سلبًا على الإنتاج من خلال فقدان القدرة على التفكير بشكل واضح، بسبب تشتُّت العقل، وعدم وضوح الرؤية حيال المستقبليات، وذلك بسبب المشكلات التي يواجهها الفرد بشكل عام و لا يقوم بعلاجها.
ينشأ تشتّت العقل لدى الفرد ،بسبب وجود المعيقات، ولا سيما تتمحور في التفكير المستمر، حيث أن العقل يكون في حالة تأهب دائمة لحل هذه المعيقات، و لكن حينما تتراكم ، فإنه يتشتّت، بسبب تعدُّد المهام التي يجب عليه حلها ، وهذا ما يجعل الفرد مرتكبًا لأخطاء في اتخاذ القرار المناسب، وكذلك النسيان المستمر وصعوبة التركيزالعام .
هذا الضعف العقلي ، يؤثرعلى الجسد ،كما أنه يبثّ مشاعر الألم على الفرد ، لعدم قدرته على الإنجاز، أو القيام بالمهام الصعبة ،مع استمرار صعود المؤشرات السلبية عامة، و يحتاج الفرد هنا إلى تصفية عقله، وتنقيته من الشوائب المتعلقة به ، و حسم أمور التفكير المتعلقة منذ فترة طويلة ، لخلق مساحة تفكير جديدة، حتّى يتمكن الفرد من معالجة المعيقات.
كما أن منح فترة هُدنة للعقل ، يجعله يعمل بشكل أقوى ممّا كان عليه سابقًا ،وكذلك الإبتعاد عن محفِّزات القلق ،وتحّفيز التصور الإبداعي ،و استخدام تقنيات التأمل التي تشحن العقل ،وتعزِّز الإيجابية فيه.
هذه الطرق، تعمل على تغذية العقل وتنقيته، كما أن الكتابة كذلك ، تلعب دورًا كبيراً في تصفية العقل، وتنميته وتحّفيزه بشكل سريع.
fatimah_nahar@