يُعرف الإنحياز بأنه اطلاق الأحكام المُسبقة على بعض المواضيع و المواقف و وجهات النظر المختلفة و التحيّز لشيء ما دون الأشياء الأخرى خصوصًا بغرض المصلحة الخاصة ، قد يجعلنا نحافظ على صورتنا الذاتية و لكن ربما هذا الانحياز يسبّب لنا إخفاقات عظيمة و وخيمة في حق ذواتنا .
و ممّا لا شك فيه أن الفرد منا شغله الشاغل نجاحه و تميّزه .وحينما ينحازللنجاح لذاته ، فإنه حتماً يربط نجاحه مع قدراته الذاتيه معتقداً أن هذا النجاح حدث بسبب حظه الوفير و لذكائه و مهاراته و مميزاته .و هذا في الظاهر أمر جيّد و لكن هذا الإنحياز قد يأخذ مساراً آخراً حينما نتحيز للمصلحة الذاتيه فقط .
وهذا يعني أنه إذا أخفق الفرد في بعض الأمور فإنه لن يتحيّز لذاته في هذا الإخفاق بل أنه لن يضع ذاته سببًا في هذا أبداً و يتهرّب من حمل المسؤولية على عاتقه بل أنه يجعل الظروف الخارجية هي السبب الرئيسي في هذا الفشل و يلقي باللوم على كل كل شيء دون ذاته حتى يحافظ على نظرته لذاته التي لا تخطئ أبدًا حسب اعتقاده !
و حتماً هنا يحدث الخلل في منظومة الإتزان الذاتي حيث أن الفرد بهذا الإنحياز، يطلق حكمًا على ذاته بأنه منزّه من أي خطوة تسبّبت له في الفشل و من هنا يبدأ ظهور الخلل ممّا يسهم في خلق مشكلات ذاتية و عدم تقبُّل الظروف الصعبة و التي من شأنها زيادة شعوره بعدم الرضى عن الذات.
و في الحقيقة على الفرد منا أن ينحاز للنجاح لتحقيق ذاته ولكن عليه ألا يجعل من هذا الإنحياز سبباً ذاتياً خاصًا به ، وعلينا أن نعي بأن كل فرد منا قد ينجح و قد يفشل ، وهذا أمر وارد للجميع فلا يوجد شخص ناجح بلا فشل مرير مرّ به و عدم السماح لعاطفة حماية الهويّة الذاتيه بأن تتحكم بالفرد و تقبل الفشل كما يتقبل النجاح