أحمد الله على توفيقه لك في الحصول على شهادة البكالوريوس في تخصّص العلاج الوظيفي من جامعة ترينتي بمدينة دبلن عاصمة جمهورية آيرلندا.
نجاحك الذي قطفتَ أنتَ ثماره الآن، لم يأتِ من فراغ. جاء بعد جهد كبير ليس فقط منك، جاء أيضا من رعاية والديك ورعاية الوطن الغالي لك منذ أن كنتَ طفلاً إلى أن أصبحت بحمد الله شاباً تحمل على عاتقك عِلماً تنفع به وطنك الغالي. نعم، لابد أن تحمد الله عزّ وجلّ أن وفقت في الإلتحاق في بعثة خادم الحرمين الشريفين للطلبة المتفوقين من أبناء الوطن، كافأتك الدولة رعاها الله، على جهدك وما وصلت اليه من تميّز في التعليم العام، فقامت بإبتعاثك الى أفضل الجامعات العالمية ورعايتك في الحصول على أفضل العلوم الطبية. نعم، هذه الوطن الغالي لها عليك الآن الحق في ردّ الجميل، يجب أن تكون من رجالاتها المخلصين في خدمة الدين والملك والراية السعودية الخفّاقة دائما بكلمة التوحيد. يجب أن تكون من الأمناء المحافظين على ما وصل اليها وطنك الغالي من تطوّر في الرعاية الصحية. أتمني أن تكون أنتَ غداً أحد المميّزين في هذا الحقل الرائع (العلاج الوظيفي).
إنتهت الآن معظم السنوات الدراسية (التعليم العام والتعليم الجامعي). أنتَ مقبلٌ الآن على مرحلة جديدة من حياتك الجميلة بإذن الله، مرحلة الممارسة المهنية. مرحلة سوف تُطبّق ما تعلمته في واحدة من المؤسسات الصحية أو الأكاديمية. مرحلة مختلفة تماماً عن مرحلة الطالب الجامعي. مرحلة فيها من الإيجابيات والسلبيات ما يعلم بها إلّا علّام الغيوب الله عزّ وجلّ. في هذه المرحلة، لن يكون من هم حولك من الملائكة، لكنهم بشر وخلق مثلك، منهم من يحمل الصفات والأخلاق الحميدة ومنهم عكس ذلك.. منهم من سيقدم لك النصيحة الرائعة، ومنهم من لا يريد أن يراك أفضل منه.. منهم من سيمدّ لك يد المساعدة ومنهم من سيدير لك ظهره.
في هذه المرحلة، أنتَ بحاجة إلى من يكون معك لا عليك. إجتهد قدر الإمكان في التعرّف على من هم حولك، كن دائما مع الأشخاص الذين يتصفون بالصفات والأخلاق الحميدة، ويحبون لغيرهم ما يحبونه لأنفسهم.
إعلم أيضاً، أن من هم حولك سوف ينظرون إليك، إعلم أن منهم من يريد أن تعينه وتقف بجواره. إتصف دائماً بالصفات والأخلاق الحميدة والرائعة، قدّم يد العون إلى من يحتاج إذا استطعت، كن فطِناً وأحسن التصرف مع من هم حولك، فليس جميعهم سواسية.
باختصار، كم كانت رائعة سعادة والدتك القائدة التربوية فدوى العبيد (أم عبد الله) بخبر نجاحك، وكم هي أيضا سعادة أخواتك وأخويك.
إبني الغالي، نفعك الله بعلمك ونفع بك البلاد والعباد. استودعتك الله العلي القدير والله خير الحافظين.