تمتزج العاطفة لدى الإنسان مع الحالات النفسية والمزاجية، وهذا يحدد دافعية الفرد، كما أن المشاعر قد تؤثر سلباً وإيجاباً عليه، وهنا يأتي دور الإدراك؛ حيث إن الفرد حينما يصبح مدركاً للمؤثرات التي تؤثر على نمو مشاعره، فإنه يتعامل معها بمرونة تصب في مصلحة بناء ذاته بشكل أفضل.
تتحكم مشاعر الفرد وعواطفه في تحديد نمط حياته وسلاسته أو حتى صعوبته؛ حيث إن المشاعر هي عجلة دفع لدافعية الإنسان، فالمشاعر لها طاقة وقوة تجعلنا منتجين ومتأقلمين ومتقدمين، وربما تجعلنا منعكفين على ذواتنا ومتأخرين عن التقدم والإنتاج.
كما أن هناك مؤثرات أخرى كثيرة تؤثر على مشاعرنا، ولكنها أقل حدة من الغضب الداخلي، وهذا الغضب له دور كبير في إحداث التغيير الداخلي، والذي يمتد على نحو مباشر على التأثير على المحيط الخارجي، ويتحكم في طريقة تعاطي الأمور والتعامل معها ومع المواقف المتكررة التي تحدث للفرد في حياته.
يتكون الغضب الداخلي من عدة مواقف حصلت للفرد، ولم يكن للإدراك دور في التعامل معها على نحو صحي، ولم يتم التنفيس عنها، فتم السكوت عنها وتجاهلها، وتراكمت في داخل الفرد حتى يصبح مضغوطاً بها فهي تكبر وتأخذ مساحة كبيرة من تفكير الفرد، وتسبب تشويشاً عظيماً في عقل الفرد، ويحول بينه وبين صفائه الذهني.
إن الغضب شعور كسائر المشاعر، ولكن بسبب عدم إفراغه يصبح عاملاً أساسياً في منع الفرد عن تحقيق الرضا عن ذاته، والذي ينمو بسبب عدم قدرة الفرد على تحقيق أهدافه، فهي سلسلة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببعضها والتخلص منه مطلب أساسي لضمان سير الحياة، وذلك من خلال التعبير عنه بجلاء وأخذ الوقت الكافي وممارسة الأنشطة التي تصب في مصلحة الفرد وعدم الاستسلام له، وتصديه بشتى الوسائل.