تحدثنا في مقال سابق عن زيادة نسبة الولادة بعمليات قيصرية، وذكرنا بعض الأسباب التي تجعل العمليات القيصرية الخيار الأمثل للحامل وجنينها. هناك مزايا إضافية للعمليات القيصرية المجدولة حسب خطة الولادة، منها الولادة في الوقت المناسب والمكان المناسب للأم وللجنين والأطباء الذين يشرفون على عملية الولادة، ونعني بالمكان المناسب المكان الذي تتوافر فيه الخدمات التي يحتاجها الطفل، لنفترض مثلا أن هناك عيبا خلقيا في قلب الجنين، بحيث يستدعي الأمر وجود اطباء قلب متخصصين في علاج هذا المرض، هنا يجب ان يتم توليد الطفل في المستشفى الذي يستطيع تقديم هذه الخدمة.
وعادة ما يحدد وقت الولادة بعد تحضير الأم لتكون حالتها الصحية لائقة لتحمل العملية، وقد يستلزم هذا أن تلتقي طبيب التخدير، وتحضير الدم المناسب في حالة احتياج المريضة لنقل الدم، وتجهيز مكان لاستقبال الطفل في وحدة معالجة حديثي الولادة.
كما أن موعد الولادة يتم اختياره في بعض الأحيان للتقليل من مخاوف المفاجئات التي قد تطرأ في أيام الحمل الأخيرة، أو خلال الولادة، مثل الحمل بأجنة متعددين، وخاصة إذا ما كانوا فوق اثنين.
تستلزم العمليات الجراحية توقيع المريضة على وثيقة، تفيد بأنها قد فهمت جيدا الأسباب التي استدعت الولادة بعملية قيصرية ، وأنها قد أُحيطت علما بمخاطرها، وهنا يستلزم الأمر تفصيل هذه المخاطر واحتمالات وقوعها، ويتحاور الطبيب والأم حول الإجراءات التي سيتخذها الطبيب لمنع حدوث هذه المخاطر. قد تشعر المريضة بالقلق من هذا الإجراء، وتظن أن الطبيب يخلي مسئوليته عن وقوع أي من هذه المخاطر، الأمر ليس كذلك مطلقا ، يمكن القياس هنا على مخاطر نمر بها في حياتنا اليومية، ونظرا لأنها أصبحت مألوفة فإنها لم تعد تستوقفنا، فنحن نقود سياراتنا يوميا، وهذا قد يؤدي الى مخاطر، لكننا نتخذ وبشكل روتيني كل احتياطات السلامة المطلوبة، وفي حالة حدوث اصابة لا سمح الله، فإن السلطات تقوم بالتحقق من أن قائد المركبة قد نفذ كل احتياطات السلامة ، وتصرف بالشكل الصحيح عند وقوع طارئ، والأمر يشبه ذلك في حالة العمليات الجراحية، فحين يتخذ الطبيب كافة اجراءات السلامة، وهذه أصبحت تتبع معايير عالمية، وإذا تصرف بالشكل الصحيح في حالة حدوث مفاجآت فإنه لا يلام، ولكن اذا ثبت انه فرط في إجراءات السلامة او تصرف بشكل لا تجيزه الأعراف الطبية الصحيحة فإنه يتعرض للحساب من قبل هيئات مهنية موثوقة، ولا يعفيه منها في هذه الحالة توقيع المريض بالعلم في الوثيقة التي اشرنا اليها.
sshehry19988@gmail.com