تتمركز المشاعر والعواطف لدى الانسان في العقل “اللاوعي” حيث انه يخزن فيه جميع المواقف والصور والذكريات والمشاعر المتعددة والتي تبدأ بالظهور على السطح في جميع مواقف حياته وتعاملاته فيأتي منها الخبرات السابقة والاحكام التي تؤثر على تصرفات الفرد واندفاعاته ومخاوفه.
قد تأتي فترة ما على الفرد بتضاعف فيها شعوره بالضعف وعدم القدرة على اتمام اموره بل يتفاقم شعوره نحو الترك، ترك كل شيء والانطواء بعيدا عن محيطه والغضب العارم يتحكم به وبتصرفاته وردود فعله مع تأرجح مشاعره بين لحظات حزن ويعقبها لحظات فرح دون استطاعته ان يحدد حزنه من سعادته.
قد يخيل لنا في هذه الفترة اننا نمر بفترة ضغط ولكن ماذا لو ان هذه الفترة هي فترة تسمم عاطفي؟
ان الضغط النفسي يحدث نتيجة التراكمات وتركها معلقة دون حلول بينما التسمم العاطفي هو عدم قدرة الفرد على تحديد مشاعره مع سيادة الغضب عليها والتصرف بشكل غير مناسب وعدم الشعور بالراحة إطلاقاً.
ان النظر الى العالم من خلال العاطفة هو ما يسممها لان هذا يجعل الفرد منا غير منصت لصوت ذاته فلا يستمع اليها ابدا مع تفاقم شعوره بلوم العالم على كل ما حصل او سيحصل له ولذا يجب علينا تغيير تصوراتنا ونظرتنا للعالم واصلاح انفسنا من الداخل رفع قيمة الاتزان الذاتي والعاطفي.
كما ان احد ايسر الطرق التي تساعدنا على التخلص من تسممنا العاطفي هي محاربة الفراغ الذي بدوره ادخال الفرد في دوامات متعددة والذي يسبب تقلبات حادة في مزاجية الفرد فإنه يقتات عقل الفرد بالتفكير الضار ويسبب الكسل العاطفي فإن الشفاء بالانشغال والانتاج وتوسيع تصوراتنا ورؤيتنا للعالم الخارجي والداخلي بالاتزان.
fatimah_nahar@