أتابع إعلامنا المحلي من خلال القنوات المحلية الفضائية، ولا زلت أتذكر القناتين الاولي والثانية (زمن الطيبين). ظهرت القنوات الفضائية في سماء العالم العربي، واعتبر معظمها (من وجهة نظري) قنوات تجارية بحتة وبعضاً منها تحمل في طياتها اجندات اكتفي بالقول انها بعيدة جدا عن روح الاعلام الراقي. لست هنا، مقيماً لأعمال تلك القنوات الفضائية التي أصبحت في محتواها كسحابة صيف (لا مطر فيها) في سماء المواطن العربي، أناقش هنا باختصار محتوى اعلامنا المرئي من وجهة نظري كمشاهد (نعم كمشاهد) له الحق في إعطاء رأيه فيما يراه من برامج محلية مختلفة، وذلك من خلال بعض المشاهدات.
المشهد الأول، ما هي نسبة متابعة المشاهد المحلي للبرامج التي تبثها القنوات الفضائية؟ طبعا، قد يكون من الصعب إعطاء أية نسبة مئوية حتى وان كانت تقريبية لهذا التساؤل، هل هناك دراسة من قبل القائمين على محتوى البرامج المحلية عن نسبة اقبال المشاهد المحلي على مشاهدة برامجها المحلية؟ أستطيع القول ان المعيار الذي يمكن الاحتكام اليه هو من خلال عرض تلك البرامج المحلية من خلال موقع اليوتيوب، طبعا، كلنا ندرك ان اليوتيوب هو وجهة لكل الاعمار في مشاهدة البرامج المختلفة، أليس كذلك؟
المشهد الثاني، المشاهد المحلي وخاصة المثقفين منهم، وحتى العامة وانا واحد منهم، لا يمانع في ان يعطي رأيه وبوضوح وبموضوعية تامة عن مستوى جذب المحتوى الإعلامي المحلي للمشاهد، هل استطاع القائمون على محتوى الاعلام المحلي وبالتعاون مع الأقسام الاعلامية في الجامعات المحلية وضع دراسة شاملة لمثل تلك التوجهات التي توضح مستوى الاقبال على محتوى البرامج المحلية.
المشهد الأخير، كوني رياضيا سابقا ومتابعا للحركة الرياضية على مدى الأربعين سنة الماضية (وأكثر)، لم اتابع أي برنامج رياضي في القنوات الفضائية السعودية! نعم، عدد القنوات السعودية كثيرة (جدا) بين ما يطلق عليها (SS
C) وقنوات يطلق عليها (KSA) الرياضية! من وجهة نظري كمشاهد هي قنوات رياضية غير تنافسية (في محتواها) للمشاهد المحلي!
باختصار، رغم ان هناك العديد من المشاهد لكن اكتفي بما ذكرت، لا اريد ان اكتب عن اعلامنا المرئي المحلي، انها مجرد قنوات تستهلك ميزانية مالية ضخمة في انتاج برامج مرئية ذات محتوى ضعيف وغير جاذب للمواطن! هناك بعض النجاحات التي يمكن ان ترصد للإعلام المرئي، لكن للأسف، ما زال اعلامنا المرئي بحاجة الى إعادة كاملة لهيكلة استراتيجيات خطته الإعلامية في ظل وجود اعلام عالمي ضخم (مخيف) يهتم (بشدة) لجذب المواطن السعودي لمتابعته وذلك على حساب الاعلام المرئي المحلي.
استشاري وباحث في الشأن الصحي
drimat2006@hotmail.com