نستطيع القول وبكل فخر بأن أهداف رؤية 2030 بدأت بوادر نجاحاتها في جميع المجالات وفي مقدمتها القطاع السياحي -بفضل الله- لما تمتلكه المملكة من مقومات راقية المستوى وفي مقدمتها الأمن والأمان والاستقرار -ولله الحمد- وكذلك وعي المجتمع السعودي المضياف إلى جانب موقعها الجغرافي المميز والتنوع التضاريسي والمناخي وامتلاكها لكنوز من التراث الثقافي المدهش.
والمتابع للحراك السياحي الداخلي يدرك بأن المملكة تتقدم بخطوات سريعة جدا ًفي هذا الجانب وبشكل يفوق الوصف ويدعو للارتياح! ولعل ما شهدته المناطق الاصطافية ومنها منطقة الباحة على وجه التحديد من إقبال كبير وكثافة عالية من الزائرين والسيّاح طيلة صيف هذا العام يعطي الدلالة الواضحة على نجاح الخطط والاستراتيجيات خاصة وقد تمّ تهيئة المنطقة لأن تكون إحدى الوجهات السياحية في المملكة .. لما تتمتع به من طبيعة خلابة وأجواء ساحرة ومناظر فاتنة وما تزخر به أيضاً من تراث عمراني راقٍ وغطاء نباتي منوع ومواقع تاريخية وأثرية عريقة ومعالم حضارية هامة وما توفر فيها من خدمات جيدة واستثمارات جديدة.
تقف وراءها جهود موفقة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة من منطلق اهتمامه الكبير ودعمه وتشجيعه ومتابعته الدائمة وتوجيهاته السديدة والتي تمثل المحرّك الأساسي لهذا الواقع السياحي الجميل في المنطقة، لا سيما وأن سموه شديد الحرص على إبراز هوية المنطقة الزراعية والسياحية، وكان من نتائج ذلك قيام العديد من المشاريع الاستثمارية والزراعة التخصصية والسياحة الريفية وغيرها والتي استقطبت الكثيرين الذين سعدوا بزياراتهم واستمتعوا بمشاهداتهم في محافظات المنطقة ومتنزهاتها الجميلة والعديدة ويأتي في مقدمتها متنزه رغدان الذي عكس الجهود الكبيرة من أمانة المنطقة التي هيأته بصورة رائعة ليتحوّل إلى أيقونة جمال لا تضاهى على مستوى دول الخليج! ورغم الإقبال الكبير والتزاحم الشديد في طرقاته إلا أن المصطافين سجلوا أجمل اللحظات في أحضان الطبيعة البديعة بين أشجار العرعر التي تحفهم من كل جانب يشاهدون المهرجانات والاحتفالات والألعاب لكل الفئات وبقية الخدمات وينعمون بالجلسات الممتعة في الهواء الطلق يكسوهم الضباب ويداعبهم الهتّان بين فترة وأخرى في أروع مشهد يحفّزهم لأن يكرروا رحلاتهم ويدعون أقاربهم ومعارفهم لزيارة هذه المنطقة التي يصفها بعضهم بسويسرا السعودية. ولشدة الزحام فإننا مع الاقتراح بإيجاد مواقف قريبة من المتنزه مع توفير حركة تردّدية كما هو الحال في متنزه الحسام.. لاستثمار المساحات وزيادة استيعاب الكثيرين الذين تستهويهم هذه الطبيعة الخلابة! ونأمل أن تبادر الأمانة في عمل ذلك لأن المنطقة مقبلة -دون شك-على سياحة أكبر في الأعوام القادمة كما أنها تستوعب المزيد من المشاريع الاستثمارية في المجال السياحي وخاصة في قطاع الإيواء لكثرة المترددين الذين لم يتمكنوا من الحجوزات لكثرة الزائرين سواءً من مدن المملكة أو دول الخليج العربي.
وتزيد الحاجة أيضا لتنظيم رحلات جوية من دول مجلس التعاون بعد استكمال توسعة مطار الملك سعود وهذا هو المتوقع مع رغبة الكثيرين للوصول إلى هذه المنطقة البديعة.