اشتهرت بعض قرى منطقة الباحة بأصناف معينة من المنتجات الزراعية ذات الأفضلية، يأتي في مقدمتها “رمّان بيدة” – الأفضل والأجود- ليس على مستوى المنطقة أو المملكة بل العالم- بشهادة الخبراء الزراعيين، ومصدر جودته المذاق اللذيذ، والأهم من ذلك لين العظم داخل الحبات وهو ما لا نجده في أي صنف آخر حتى فيما يتم زراعته قريباً من ذلك الوادي. وهناك “عنب العسلة” بلونه الأسود وتماسك حباته ولذيذ طعمه، وقد يكون الأجود عند تحويله لأن يكون زبيباً، والذي ينافس الزبيب اليمني ويفوقه كثيراً.
وكذلك “تين وادي فيق” علماً بأن هذا الوادي الجميل يعد الأفضل منظراً والأفضل إنتاجاً لأكثر الفواكه على مستوى المنطقة سابقاً وحاضراً. وفي تهامة “موز ذي عين” القرية السياحية الشهيرة. وهناك “لوز جافان” الذي يعدّ من أفضل المنتجات وأثمن الهدايا سابقاً. وأيضا “بُرّ بيضان” في تلك المزارع التي ترتوي بماء السماء والحنطة هناك متميزة جداً بجودتها وطعمها الشهي خاصة في المأكولات الشعبية التي عرفت بها المنطقة منذ زمن.
ومن بين المنتجات المميزة “البُن الشدوي” الأفضل مذاقاً، ويكفي أن قهوة المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود- طيب الله ثراه- كان يتم تحضيرها من بُن شدا. هناك منتجات أخرى متميزة في المنطقة لم نذكرها لأن الغاية من هذا المقال الدعوة للزراعة التخصصية التي أصبحت مطلباً مهماً لاختيار المكان المناسب لها. فلم تشتهر تلك المنتجات في مواقعها عبر تاريخ المنطقة إلا بتميزها فعلاً عن غيرها. ونتمنى أن يهتم أهالي تلك الجهات المذكورة وغيرها بإعادة زراعة تلك الأصناف والعمل على تأسيس الجمعيات الزراعية لهذا الغرض. ومن الجميل حقاً ما نراه حالياً من اهتمام بذلك، حيث بدأت زراعة البن، الذي نتوقع أن يحقق نتائج عالية خلال سنوات قريبة، إن شاء الله، سواء في مزارع شدا أو في معشوقة، ونقدر اهتمام جمعية بلجرشي الزراعية والقائمين عليها على هذا التوجّه الجيد. ونتوقع من جمعية التّين الشوكي أن تبدأ خطواتها العملية بالاهتمام بمنتج البرشومي بشكل كبير؛ كون المنطقة من الأماكن المناسبة جداً لزراعته والحرص على الدخول لاحقاً في مرحلة التصنيع للاستفادة من جميع عناصره في النواحي الغذائية والتجميلية ونحوها، والعمل كذلك على زراعة بعض الأصناف الملائمة للبيئة، فبلادنا السعودية لديها من المقومات ما يجعلها أكثر ثراءً مع الاهتمام والتحرك العلمي والعملي لإنتاج أكثر وبمواصفات أفضل.
alnasser1956@hotmail.com