اجتماعية مقالات الكتاب

صعاليك الصحافة

ما أشبه الليلة بالبارحة، فقد كان هذا العنوان للرافعي في كتابه “وحي القلم” وقد جلب معه إلى دُور الصحافة بمصر كتابه. كان الوضع الصحافي هناك، كما يحدثنا التاريخ عن الصحف كصحف بيروت – قبل الأحداث – إلا ما شاء الله؛ حيث الاهتمام بالفن وصوره وأخباره على الصفحات الأولى وأواخرها.

فواجه المؤلف الرافعي مسؤول الصحافة الأدبية، ليجده كأبي عثمان الجاحظ – الأديب المشهور بجحوظ عينيه ونحول جسده وقزامة رأسه، فأدار الرافعي الحوار معه صريحاً ساخراً، مع الجاحظ عن تبدل الكتابة الحديثة وأساليبها على عكس كتابة الجاحظ القديمة كما في كتبه – الحيوان- و – البخلاء – و – نظم القرآن- و – رسائله الأدبية- فيجيبه المحرر الأدبي أن الزمن تغير وأن الكلام أي كلام وأن حروف المطبعة مكسرة، فغدت كأسراب الذباب ومن سوء الأحبار على الصفحات كأن هذا الذباب تحول عن طبعه الطبيعي من الحروف ليقفز على وجوه القراء!!

أما أنا فقد بعثت إلى بعض المجلات ببعض المقالات وكأن الرئيس قد امتلك المجلة لشخصه الكريم فهو يقحم كل مقال ركيك ليحل محل المقال الجاد محله المفتقرة إلى أمثاله من المقالات أساساً.
(فبأي حديث بعد ذلك يؤمنون) صدق الله العظيم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *