طرابلس – البلاد
استقال عدد من الأعضاء باللجنة التي كلّفها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لإعداد قانون الانتخابات من مناصبهم، بسبب عدم جديّة الحكومة في إجراء الانتخابات وإعادة الشرعية لليبيين، وتمسكها بالبقاء في السلطة، في خطوة من شأنها أن تصعب الأمور على الدبيبة الذي يواجه ضغوطاً لمغادرة منصبه واتهامات بعدم رغبته في تنظيم انتخابات، فيما قال الأعضاء الأربعة المستقيلون من اللجنة: إن هذه الاستقالات تعود إلى استمرار تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ووصولها إلى نقطة باتت تشكل خطراً كبيراً على استمرار وحدة الوطن وشعبه، وكذلك لعدم قدرة اللجنة على تحقيق أهدافها بسبب غياب التفاعل بين أعضائها وغياب الدعم والتسهيلات من حكومة الدبيبة.
وقال بيان للمستقيلين: إن أعضاء اللجنة طالبوا حكومة الوحدة بتنفيذ عدد من المطالب التنظيمية لمساعدتها في إنجاز مهامها، إلا أن الحكومة لم تلتزم بوعودها رغم إبدائها حسن النية، مشيرا إلى أن المطالب تتعلق بتصحيح وضع اللجنة عبر هيكلتها ووضع ضوابط ومعايير يلتزم بها الأعضاء.
وشكل الدبيبة في مارس الماضي لجنة من شخصيات مستقلة، من أجل إجراء حوار لجمع ملاحظات حول مشروع قانون الانتخابات والقاعدة الدستورية لها، ضمن خطّة تستهدف إجراء انتخابات برلمانية نهاية شهر يونيو المقبل، وإنهاء كافة الأجسام السياسية الموجودة، ومن بينها حكومته، إلا أن هذه الخطّة لم يكتب لها النجاح، بعدما تفجر صراع على السلطة بينه وبين حكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان.
ويتهم باشاغا منافسه عبد الحميد الدبيبة بتعطيل الانتخابات الرئاسية التي كانت ستجرى في شهر ديسمبر الماضي، بسبب مشاركته فيها، وبعدم وجود نيّة لديه لإجرائها في الفترة القادمة، بينما أكد الدبيبة جديته في إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، بأي شكل من الأشكال.
ومنذ انهيار خطّة الانتخابات في ديسمبر من العام الماضي، وجدت ليبيا نفسها أمام حكومتين متنافستين، وهو وضع مرشح للاستمرار على الرغم من جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة والقوى الدولية. من جهتها، رجحت مصادر قريبة من الملف الليبي عقد اجتماعات غير رسمية في بوزنيقة قرب الرباط بين ممثلين عن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ومجموعات مسلحة في غرب ليبيا تمثل قوى عسكرية وسياسية واجتماعية مؤيدة لحكومة عبد الحميد دبيبة.
ويشكل الاجتماع تكملة لمشاورات غير رسمية نظمها مركز الحوار الإنساني في مونترو قرب جنيف؛ هدفها البحث عن مخرج من المأزق الحالي وتفادي العودة إلى الاقتتال والانقسام.، فيما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن مصادر مطلعة قولها: إن “القادة العسكريين في برقة وطرابلس قد يلتقون في المغرب في الأيام المقبلة”، مضيفة أنه من المتوقع أن يشارك في هذه الاجتماعات قادة بارزون من مدن طرابلس، ومصراتة، والزاوية.