لا أحد ينكر أن الرجل والمرأة مكملان لبعضهم البعض فالرجل إن كان سبب من أسباب السعادة بالحياة فالمرأة أيضاً زينة الحياة، ولكن هناك بعض الأمور التى تحول الرجل من مصدر السعادة إلى مصدر الشقاء والتعب وللأسف هناك بعض النساء لا تستطيع الإستغناء عن الرجل فى حياتها حتى وإن كان مصدر للحزن والتعاسة فى الحياة
العلاقة بين الرجل والمرأة ليست قائمة على الحب فقط بل أيضاً هناك عوامل إجتماعية ساهمت بشكل كبير فى جعل المرأة لا تستطيع الإستغناء عن الرجل ومن بين هذه الحالات المرأة التى لا دخل لها فهى تعانى أشد معاناة خاصة إن كان يصاحب هذا الأمر عدم حملها لشهادة تعليمية تؤهلها للحصول على وظيفة ، يأتى هنا دور الرجل أياً كان طباعه حتى وإن كان يقوم بضرب المرأة فى كل وقتٍ وحين فهى مسلمة بالأمر ولا حول لها ولا قوة فقط لأن هذا الرجل هو من يوفر لها متطلبات الحياة وأسرتها ولا يوجد أى مصدر دخل لها إلا من هذا الرجل الذى يعطيها النقود المغمسة بالذل والإهانة
أيضاً هناك بعض الفتيات التى تضطر إلى قبول أى رجل أياً كان صفاته فقط لأن قطار الزواج قد فاتها وحملت لقب “عانس” وهو اللقب الذى أهداه المجتمع بكل قسوة إلى الفتيات التى لم يتزوجن ومضى بهن العمر حتى وصلن إلى عمر متقدم ، وهنا تتحمل الفتاة قسوة المجتمع وتكون مضطرة لقبول هذا الرجل والزواج به فقط حتى تهرب من هذا اللقب القاسى وما يشعرنى بالغضب أن المجتمع لا يرحم الفتاة فى الحالتين فهى حتى إن كانت ناجحة بعملها ومتفوقة يتركون كل ما وصلت إليه من نجاحات ويتحدثون عن إنها “عانس” وعندما تتزوج يتحدثون أيضاً عنها ولماذا لم تنجب وخلافه من التفاهات والتدخل الصارخ فى حياة وخصوصية الأخرين وكأن هؤلاء لا حديث ولا شغلٍ شاغل لهم إلا التدخل فى حياة الأخرين
المرأة المطلقة هى التى تواجه الحياة بصعوبة ليس لعدم وجود الرجل فى حياتها بل بسبب المجتمع أيضاً فالمرأة تكون معرضة للإنتقاد بشدة من قبل الجميع وحتى إن لم يتحدث أحد بذلك يكفيها أن تقرأ هذا فى نظراتهم لها بل وتصبح فى نظر الجميع فاشلة وغير مسؤولة وهناك الذئاب المتربصة بها والذين دائماً يضعونها فى خانة أنها إمرأة بلا رجل أى سهلة المنال ، هنا تضطر المطلقة للإقدام على الزواج مرة أخرى والخوض فى هذه التجربة التى ألمت بها سابقاً والزواج مرة أخرى فقط حتى تهرب من النظرات العابثة بجسدها والكلمات الأشبه بطلقات الرصاص والإضطهاد الذى تتعرض له
نحن هنا أمام ثلاث نماذج فقط من بين ألاف النماذج من النساء التى تحتاج الرجل فى حياتها وهى مجبرة ، فالمرأة التى لا دخل لها والتى فاتها قطار العمر والأخرى المطلقة هن الثلاث نماذج يتحملن قسوة المجتمع عليهن فالأولى لا ذنب لها فى الأمر وتعود المشكلة فى تربيتها التى لم تختارها بكل تأكيد والثانية التى أهداها المجتمع لقب مؤلم وقررت الهروب منه حتى لا تسمع للأحاديث السخيفة من هذه وتلك والأخيرة هربت من نظرات العابثين والمتربصين بها حتى تعيش بسلام
وجود الرجل ليس ضرورة فى حياة المرأة ولكن هناك بعض النساء مجبرة على هذا الأمر فالمرأة لا يسعدها مدح الرجال ولكن يسعدها نجاحها والمرأة التى تقبل برجل صاحب طلة باهتة وأطباع سيئة ما هى إلا مجبرة عليه وتحصد البذور التى زرعها المجتمع بكل قسوة داخلها