مما لا شك فيه ان جميع المجتمعات مذ قديم الزمان توظف جميع امكانيتها للوصول الى درجة ما في سلم نجاحاتهم وهي درجة القمة وهذا هو الطبع الذي تطبع به جميع البشرية ومن خلالها يحقق كل فرد ذاته ويصل الى مبتغاه.
كون ان الفرد يحاول الوصول الى الكمال فهذا مؤشر جيد ولكن على الفرد ان يكون على قدر كافٍ من الوعي والادراك لحقيقة انه لا كمال ولكن هناك تميز وتفرد ونجاح ووصول وذلك لأننا كما نتمتع بالصفات الايجابية لدينا جانب سلبي أيضًا.
كوننا محاربين في هذه الحياة فإننا أقرب الى المثالية ولكن هذا لا يعني اننا أصبحنا كاملين فلابد من الوقوع في الاخطاء وتكرارها والمرور بالفشل مرات ومرات ثم الوصول الى النجاح لأنه محفوف بالمكاره وهنا تكمن لذة النجاح.
ولكن يجب لا يخفى علينا ان الافراط في المثالية مؤذٍ لنا حقًا فحين نحاول ان نكون كذلك فإننا نصبح مؤذيين في مجتمعاتنا لان هذا الافراط ينعكس علينا اولا وقد يكون مؤشرا على محاولة اخفاء الجوانب السيئة في شخصياتنا وهذا سينعكس سلبًا علينا.
ان المبالغة في المثالية تجعلنا لا نتقبل اخطاءنا ولا حتى اخطاء الاخرين وهذا يجعلنا مع مرور الزمن اشخاصاً خاوين تماما من قدرتنا في تقدير ذواتنا والتي تؤهلنا لتقدير المجتمع الذي نحن جزء مهم في تكوينه وأيضًا المبالغة تجعلنا اشخاصاً متذمرين ومتعكري المزاج على الدوام.
علينا تقبل فكرة اننا بشر وأننا سنخطئ في قرارتنا وفي طريقة معالجة الامور وتخطيطاتنا وهذا لا يعني ان الحياة قد توقفت بل علينا ان نواصل الاستمرار على اية حال وألا نستسلم ابدا.
” المثالية ليست في المبالغة إنما في المواصلة.
fatimah_nahar@