بغداد – البلاد
يقترب موعد الانتخابات التشريعية في العراق شيئاً فشيئاً، بينما ترتفع وتيرة التحضيرات عبر إجراءات تمنع التلاعب بالأصوات وتقطع طريق الفساد والتزوير عندما يقبل العراقيون على صناديق الاقتراع في العاشر من أكتوبر الجاري لانتخاب 329 نائبا جديدا في البرلمان، تلبية لمطالب الشارع، إذ تجري هذه الانتخابات التي كان موعدها الطبيعي في العام 2022، وفقا لقانون انتخابي جديد يعتمد دوائر انتخابية متعددة والتصويت لمرشح واحد، يفترض أن يحد من هيمنة الأحزاب الكبيرة على المشهد السياسي.
ويبلغ عدد الناخبين في هذه الانتخابات 25 مليوناً، يتوزعون على 83 دائرة انتخابية، و8273 صندوق اقتراع، بينما الناخبين الذين يمكن لهم نظريا التصويت يبلغ عددهم 23 مليونا كونهم أصدروا البطاقات الانتخابية البيومترية. ولن يصوت العراقيون المقيمون خارج البلاد خلال الانتخابات هذه المرة.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح، أمس (الاثنين)، إن المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة ضرورية لقطع الطريق أمام من وصفهم بـ”المتربصين” ومن يحاولون التلاعب بأصوات العراقيين، مؤكداً أن العملية الانتخابية ستخضع لإجراءات فنية استثنائية لمنع التزوير.
ونقلت الرئاسة العراقية عن صالح قوله خلال لقائه مع ممثلين للمكونات والأطياف العراقية: “المشاركة الواسعة للمكونات العراقية ضرورة من أجل حضور فاعل وفعلي في مجلس النواب المقبل لتثبيت حقوق المكونات. الانتخابات ستكون نقطة تحوّل في البلد ورسم مستقبله، ويجب أن تكون منطلقاً حقيقياً نحو إصلاح الوضع الحالي بما يضمن الحكم الرشيد ويقر الحقوق والواجبات للمواطنين، ويفرض سيادة القانون ويحفظ سيادة البلد”.
وأكد صالح أن “المشاركة الواسعة للمكونات العراقية ضرورة من أجل حضور فاعل وفعلي في مجلس النواب المقبل لتثبيت حقوق المكونات”، لافتاً إلى أن “النظام الانتخابي يضمن حضوراً حقيقياً للمكونات رغم أنه ليس ما نطمح له، إلى جانب محاولات للاستحواذ على المقاعد المخصصة للمكونات”، مشدداً على أهمية المشاركة الواسعة للعراقيين في الانتخابات وخصوصاً من المكونات للتصويت لمن يرونه مناسباً وممثلاً حقيقياً عنهم.
من جهته، اعتبر رئيس الورزاء العراقي مصطفى الكاظمي، أن الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل “فرصة تاريخية” لتصحيح المسارات، مشدداً على تنفيذ الحكومة تعهداتها بتوفير الإجراءات لسلامة العملية الديمقراطية.
وقال بيان لمجلس الوزراء العراقي، إن الكاظمي زار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات واطلع على تطبيق المحاكاة الخامسة، التي نُفّذت قُبيل إجراء الانتخابات في العاشر من الشهر الجاري، مؤكدا أن نجاح تنفيذ المحاكاة الخامسة يدلّ على التحضيرات والاستعدادات الكاملة لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، تعبّر عن تطلعات العراقيين المستقبلية. وأضاف أنّ “الحكومة أوفت بتعهداتها التي قطعتها أمام الشعب العراقي، وقدّمت كل الإجراءات التي من شأنها تسهيل عمل مفوضية الانتخابات، وتعزيز التجربة الديمقراطية”، موضحاً أن “انتخابات العاشر من أكتوبر تعدّ فرصة تأريخية للتغيير، وتصحيح المسارات”.
واعتمدت خلال الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجري الأحد المقبل، أجهزة تقنية متطورة وبطاقات بايومترية لمنع أي عمليات تزوير قد تشوب عمليات التصويت ومراكز الفرز والعد.