ان البحث عن الكمال وتحقيقه هو غاية جميع البشر فلم يخف التاريخ علينا احداثه ولنا في قصصه عبرة وخطى نتخذها لتحقيق الكمال والوصول اليه وتحقيقه بجهدنا واستمرارية محاولات وصولنا اليه مستخدمين جُل عدتنا لنكون مثاليين ومتميزين في كل جوانب حياتنا.
في بعض الاحيان نجد اننا تناسينا الاهداف التي نسعى اليها ونصب تركيزنا على الكمال فقط ولا شيء غيره ظناً منا اننا لا نحقق حلماً الا بالكمال وهذا خطأ جسيم نرتكبه في حق انفسنا ليس هذا فحسب بل يترتب على هذا عواقب وخيمة
ودون ان نشعر نجد اننا في مرحلة ما تدربت عقولنا على الكمال ناسين انه لا شيء كامل فالحياة مليئة بالمفارقات فنجد اننا ننظر الى انفسنا بمجهر لنرى بدقة كل افعالنا وتصرفاتنا ودوافعها وانجازاتنا واحلامنا ومراقبة الذات هو سلوك يقودنا الى النجاح ولكن ماذا لو قُرن هذا السلوك بهوس الكمال ؟
اننا نؤذي انفسنا بهذه الطريقة لاننا في حال وضعنا اهتمامنا في تحقيق الكمال فقط فإننا نلوم انفسنا بشدة ونعاقب ذواتنا على تقصيرنا وربما نتوقف عن المضي قُدماً في حياتنا لاننا نكبح جماحنا ولا نواصل مسيرتنا بسبب خطأ وقعنا فيه
اذا اراد الفرد منا تحقيق اهدافه عليه تقبل الفشل والرفض وعدم القدرة على انجاز شيء ما بل ان تقبلنا يعلمنا مواصلة تحقيق الامور ببساطة لاننا نحول فشلنا الى وسيلة دعم وبنك خبرات نستمد منه اقصر الطرق لمواجهة التحديات والفوز بها ان حاجتنا الدائمة الى الوصول الى الكمال حاجة ايجابية ولكنها يجب ان تكون موزونة ويعني هذا ان لم يتحقق ما نريده ان الحياة توقفت وان مكانتنا اهتزت ، بل لا تتوقف الحياة وستسير وعلينا مواصلة استثمار ذواتنا واعطائها حقها لا خسارتها بسبب هوس الكمال.