• تعترف الرياضة الوطنية السعودية نفسها في أكثر من بطولة ومناسبة يكون الهلال وريثاً لتذوقها ولجاذبية الآخرين له!! فكرة القدم بالهلال التي سكنت الفكر الرياضي المحلي والإقليمي والقاري والعالمي أيضاً لا تزال تبرز كلما كانت هناك بطولة أو كأس، باعتبارها نتاجاً لحضارة زرقاء مدانة للوطن بكل شيء، ومدانة بإشباع الغريزة الذاتية المعرفية اتباعاً مباشراً بحقائق ومعارف وإنجازاته وأسبقيات!
• وفي الوطن.. ظفر الهلاليون ذات مساء بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان وهو الدوري السابع عشر والموسوم ببطولة (الدوري الممتاز) وللمرة الثانية على التوالي لتصبح بطولات الهلال (٦٢) بطولة منها: بطولات لكأس الملك.. و كأس ولي العهد، وبطولات للدوري، ثم كأس الخليج. وبطولات لكأس العرب أبطال، الدوري، و ٧ بطولات آسيوية منها ٣ بطولة آسيوية في كأس الدوري، و٢ بطولة آسيوية في كأس الكؤوس و٢ بطولة آسيوية في كأس السوبر (النخبة).
• وإذا كان الهلال يُكرِّس كل جهوده لاحترام خصومه ثم التفوق أمامهم بنيل الكؤوس والبطولات، فقد كان أمام فريق نادي الفيصلي يقوم باختيار بطولته تحفظاً لتاريخه إزاء جماعته الخاصة في مواجهة الخصوم التي تثمنها نظرته، وعلى رأي (المثقفين ) ظل له تحالف واسع من أجل تصميم الانتصار! لكن لا شيء أقل تأكيداً من مستقبل بطولي قريب كهذا لعالم الهلال يستجيب للتأمل للفريق الأزرق كما لو أنه صدى للصفحات الذهبية الهلالية من (عرق وتاريخ)! ولهذا التأكيد العميق (بمشيئة الله) في مكانية كون التاريخ البطولي الهلالي تراكمياً فإن الحنين الدائم لبطولات الهلالية هو حنين إلى القوى الخلاقة التي يقوم (الإنسان الهلالي) بإبداعها وابتداعها لأنه ينظر إليها باعتبارها حركة يشتعل بواسطتها لاستخلاص الفضاء الآخر للهلال كصورة لحالة أصلية للبطولة يملك هو فضائلها أبداً وفي أية مناسبة مع تقديره لأي خطاب بطولي آخر يوظف فيه الآخرون كل استيهاماتهم الخاصة!
• والهلال.. يدرك مشروعية الحسم (كملك مشاع للجميع) لكنه يغري البطولة وينظر نحو (الهُناك) ونحو الآخر. من أجل محاولة إيجاد اتفاق بينه وبين البطولة نفسها عن طريق إحياء قدراته الخلاقة وفاعلية خبراته وتثمين الاحتراس واستعادة التخوم الأصلية لمرابعه.
• إن الهلال في كل الأحوال سواء كانت بطولات وسيلة لمجده أو نموذجاً يرسم حدود مجال بطولته ويعترف بقوة الآخرين ويحترم ويقدر كل الفرق، ويمنح استراتيجية منافساته تميزاً وإيجابية ويدرك الملموس لذاته وما يحوز من إمكانات فنية ونفسية وتكتيكية ويهيمن على بخته وطالعه بخاصية أصالته وتاريخه وحضارته.. ونحس وبحدس أن (شكسبير) قد مر أثناء التأليف بتجربة إبداعية فريدة، (تمثلها الهلال) هنا بتقديم الحد الأدنى من دقائق الأمور في الحسم، وجزئيات الطبيعة الإنسانية الهلالية في العناية بانتقاء سماته الدالة!!
• فلم لا يكون الهلال عندئذ وريثاً للنكهة البطولية المحلية؟ يصدرها للجميع ويشفعها بتقديم جملة من جاذبية الأداء والحماس ورجولة الحسم وقوة الجمالية التي لها دون شك صلة مباشرة بواقعه البطولي المحلي والعالمي وبتراكمات الكم الهائل من كؤوس ودروع وأولوياته التي تؤهله (كبروفسور) كشكسبير يحاصرنا بركام من حقائقه وأطروحاته ورسائله وعلومه وآداب رياضته وبطولاته التاريخية!