لا يخفى على أحد أن النساء هن أول ضحايا الاعتداءات الجسدية بكل أنواعها ومختلف مسمياتها؛ وتركزت المحادثات الأخيرة من المهتمين بقضايا المرأة حول العنف القائم على النوع الاجتماعي وكيفية أو سبل محاسبة الرجال خاصة هؤلاء الذين يتسترون تحت غطاء المرض النفسي أو العقلي لتبرير جرائمهم ضد النساء؛
في السابق لم يكن هناك حوار كافٍ حول آثار العنف على المرأة؛ ولا تزال العلاقة بين العنف القائم على النوع الاجتماعي والصحة النفسية للمرأة مهملة؛ فقد حددت عدة ائتلافات لمناهضة العنف المنزلي أن 50-84٪ من ضحايا العنف المنزلي من الإناث وثبت أنهن يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة؛ فيما تعاني 63-77٪ من الاكتئاب بينما تعاني 38-75٪ من القلق؛ الأمر الذي يشير إلى حقيقة تدل على وجود علاقة بين العنف الأسري والأمراض النفسية والعقلية للمرأة؛ بالإضافة إلى أن هناك نسبة كبيرة من النساء لا يسلط الضوء عليها قد يعانين أيضًا من أفكار انتحارية أو تعاطي المخدرات أو الدخول في نوبات ذهانية؛ بل ويصبحن أكثر عرضة لاضطرابات الصحة العقلية والتي تشمل بعض الاضطرابات المعنية كإضطرابات الأكل الذي يكون إما فقدان شهية أو شراهة للطعام.
في بعض الثقافات؛ تقع الفتيان في سن 15 عامًا ضحية للعنف الجسدي الناجم عن الثقافة العامة للبلد؛ وفي هذه الحالات تخضع الفتيات الصغيرات لعمليات الختان؛ وتأثير هذا النوع من العنف على الصحة النفسية مهمل للغاية بالرغم من أنه خطير؛ فقد حددت منظمة الصحة العالمية أن 80٪ من ضحايا تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في الدراسة استوفين معايير الاضطرابات العاطفية والقلق وأيضًا ارتفاع معدل اضطراب ما بعد الصدمة بنسبة 30.4٪ لديهن.
عادة ما تفشل هذه المجموعة من النساء في السعي للحصول على العلاج النفسي والدعم بالإضافة إلى أنهن يتلقين رعاية نفسية سيئة عند طلب العلاج حال توفر؛ وهو ما يظهر لنا صورة لا تحتاج لتفسير وهي أن النساء يجب أن يجتهدن في جلب المزيد من المحادثات حول العنف وتأثيره على الصحة النفسية والعقلية للمرأة إلى المنتديات الرئيسية التي تهتم بقضايا المرأة؛ فقد يكون هذا الحوار مؤثرًا في الدعوة إلى خدمات الصحة العقلية والنفسية بشكل أفضل ويسهل وصوله وتقديمه لضحايا العنف.
Nevenabbas88@gmail.com
NevenAbbass@