جدة – خالد بن مرضاح
استطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوات تاريخية مشرفة متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة بفضل من الله ثم بدعم القيادة الرشيدة وولاة الأمر التي أولت الرعاية لكل ما من شأنه دفع عجلة التنمية الوطنية على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بدءا من منحها حق التعليم وصولًا إلى تقليدها المناصب العليا، فأصبحت المرأة محط أنظار العالم للحديث عنها في منح الثقة وأنها على قدر المسؤولية تسهم في تفعيل دورها بصفتها مواطنة شريكة في بناء الوطن وأجهزته واثبتت مقدرتها على العطاء ، حيث غادرت المرأة السعودية مكان المتفرج للأبد.. وباتت شريكاً مهماً في نهضة وطننا الغالي.
وعمل المرأة في المحلات التجارية وخصوصا في بيع الكنافة والبقلاوة وأنواع الحلا من المواضيع التي وجدت اهتماما من المجتمع، الفتاة اليوم فرضت نجاحها واستمرارها في العمل بجد وثبات ، ومن النماذج المشرفة في مجال الابتكار بالحلويات الشرقية كل من صابرين المطيري وفاطمة محمد .
تقول صابرين المطيري إحدى العاملات في محل للحلويات إن أهم ما يميز المجتمع السعودي هو ترحيبه بدخول المرأة السعودية سوق العمل، وأهم ظاهرة إيجابية هو حفاظ افراد المجتمع على سلامة التعامل الراقي بالعنصر النسائي حيث أثبت الشباب السعودي رقي تعامله معها كأخت له في سوق العمل لها حقوقها عليه، والمتابع لسلوك التعامل بين المرأة والرجل العامل في مجال العمل يلحظ هذه الظاهرة الإيجابية وأنهما عنصران مكملان لبعضهما، وهذا يؤكد نجاح سياسة الدولة في تشغيل المرأة السعودية.
وتستطرد صابرين أنها تعمل في محل مخصص لبيع الحلويات الشرقية مثل الكنافة والبقلاوة البسبوسة، لافتة إلى أنها بدأت العمل في هذا المجال تقريبا سنتين ونصف السنة في البداية واجهت صعوبات كتقبل عمل المرأة ، ولكن بعد فترة اصبحنا نتلقى التشجيع والتحفيز من الجميع واصبحت بيئة العمل محفزة، في البداية كنت اعمل بائعة والآن ولله الحمد اصبحت ادير فرعين والقادم بإذن الله أجمل، أضاف لي الكثير هذا العمل واكسبني الخبرة التامة، وخبرة في مجال الحلويات اصبحت متذوقة لجميع الأنواع وطريقة الترتيب والعرض والتنسيق.
وأضافت أنها أصبحت تتقن فن ابتكار الحلويات الشرقية حيث ان لكل مهنة أسرارها ، وبالنسبة للأهل كانوا هم المحفزين الأول لي، والمسؤولين في العمل كان لهم دور إداري ونفسي، وكانت بيئة العمل جدا محفزة ومناسبة، وتعمل معي 4 سيدات وهن جامعيات .. في البداية لم يكن لهن خبرة في هذا المجال وبدأن يكتسبنها في مجالات البيع والتسويق مع مرور الوقت، ووجدنا عبارات محفزة من المجتمع وغالبا يأتينا زبائن من الرجال يحتاجون المساعدة في الذوق النسائي فنساعدهم ونعطيهم الرأي بالأنسب والأفضل، حسب ذوقه ورغبته، ونحن نعمل قرابة 9 ساعات ويوم اجازة اسبوعية.
من جانبها أوضحت فاطمة محمد أنها لم تجلس على دكة انتظار الوظيفة وانما هداها تفكيرها إلى العمل في محل للحلويات الشرقية ، لافتة إلى أنها بمرور الأيام تعرفت على انواع الحلويات والابتكار والمقادير. وتقول: في البداية كنت متخوفة من الالتحاق بوظيفة ليس لدي أية خبرة فيها خصوصا وانني تخرجت في قسم اللغة الإنجليزية ولكن بمرور الايام تدربت على آليات العمل والتعامل مع الزبائن وقد وجدت الدعم والتشجيع من قبل مديرة المحل صابرين المطيري كما أن العمل لم يؤثر في بيتي حيث أن زوجي متفهم لطبيعته وقد دعمني هو وأسرتي ، لافتة إلى أن المرأة السعودية تترجم دورها الحضاري في كل زمان بالعلم والتطور.