شباب

«زمزم» مياه مباركة عابرة للحدود

إعداد- عبد الله صقر

نشرت صحيفة البلاد في 21 من مايو عام 1966 م تقريرا بعنوان : قريبا يقام مصنع لتعبئة مياه زمزم. ويشير التقرير الى دخول المصنع مرحلة التنفيذ حيث بدأت وزارة الحج والاوقاف البحث عن ارض لبناء المصنع الذي يهدف الى تعبئة مياه زمزم وفقا لاحدث الأجهزة المتوفرة وتصديرها.


ويعود اهتمام الدولة السعودية ببئر زمزم الى الملك المؤسس الذي أمر بإنشاء سبيل لسقيا ماء زمزم سنة 1345هـ. كما أمر بإنشاء سبيل ثان لسقيا زمزم سنة 1346هـ. كما أمر بإصلاح بئر زمزم وتنظيفها ووضع غطاء عليها في نفس العام .

وفي الثالث من سبتمبر عام 2010 م إبان حكم الملك عبدالله بن عبد العزيز يرحمه الله دشنت المملكة مشروعها التاريخي والذي سمي «مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسُقيا زمزم»، في منطقة كُدَيّ بمكة المكرمة وذلك كتطوير نوعي وتاريخيّ لـ «سبيل الملك عبدالعزيز».

يعد المشروع ، نقلة نوعية وتغييراً جذرياً، سهل قبل الظروف الحالية لجائحة فيروس كورونا العالمية، حصول الحجاج والمعتمرين على ماء زمزم وأزال الضغط والازدحام عن منطقة المسجد الحرام وأسهم في المحافظة على الصحة العامة بتأمين شروط التنقية والتعبئة والتوزيع الآمن لماء زمزم .

وأنشئ المشروع الذي نفذ بتكلفة تجاوزت 700 مليون ريال لتقديم خدمة قرنها الله في كتابه العزيز بعمارة المسجد الحرام، بهدف ضمان نقاوة مياه زمزم وتأمين وصولها لطالبيها بأيسر السُّبُل والتكاليف، بسحبها من البئر في المسجد الحرام وتنقيتها، ثم تعبئتها وتوزيعها آلياً بأحدث التقنيات العالمية؛ حماية للماء المبارك من التلوث بعد خروجه من البئر، وضمان سلامته ، إضافةً إلى سهولة حصول المقيمين والزائرين والحجاج والمعتمرين عليه.

مشروع تأهيل بئر زمزم
وحرص الملك سلمان شخصيا منذ توليه مقاليد الحكم على الارتقاء بهذا المشروع خدمة لقاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف والمشاعر المقدسة وتلبية الطلب المتزايد على مياه زمزم وتوفيرها داخليا وخارجيا للجميع ولأول مرة .. مما يقتضي تحسين تدفق ماء زمزم لعدم التأثير على الطلب المتزايد من المياه مع الزيادة المتوقعة لأعداد الحجاج والمعتمرين في السنوات القادمة

ففي العام 2017 اصدر الملك سلمان توجيهاته بالبدء بمشروع تأهيل بئر زمزم والمنطقة المحيطة به في الحرم المكي
وكلفت الدولة وزارة المالية عبر مكتب إدارة المشاريع وإمارة منطقة مكة المكرمة والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية لتنفيذ المشروع وفقآ لأحدث الحلول التقنية والهندسية والانتهاء منه في زمن قياسي . وتم خلال المشروع استكمال إنشاء العبّارات الخاصة ببئر زمزم، وهي 5 عبارات من الجهة الشرقية للمطاف، ويصل عرض العبّارات إلى حوالي 8 أمتار وطولها حوالي 120 مترًا”. وتم ايضا الانتهاء من المرحلة الأخيرة من عملية تعقيم ماء زمزم والمعالجة البيئية الخاصة بكافة المناطق المحيطة بالبئر، ومعالجة الخرسانات والحديد الخاص بقبو المسجد الحرم، للحد من نسب المواد التي تضر بمياه زمزم بوضع نسب محددة من مواد التعقيم العالية الجودة، والعمل على ضخ ماء زمزم للبئر لتسهيل عملية خروج الماء بشكل مثالي.

زمزم للجميع عبر الخطوط المحلية والعالمية
وكان البدء في إنتاج عبوات ذات سعة الـ(5) لترات مؤخرا حلا متماشياً مع توصيات لجنة الحج المركزية، وخصصت لتكون للحجاج والمعتمرين والزوار المغادرين عبر المطارات المحلية والخارجية بهدف توفيرها مياه زمزم بطريقة آمنة.

كما عُيّن متعهد لتغليف عبوات ماء زمزم ونقلها وشحنها، بمواصفات مطابقة لمتطلبات الخطوط الجوية المحلية والعالمية، وهذا يخفف على الحجاج والمعتمرين والزوار عناء الحمل والنقل، واستُحدثت غرفة خاصة لهم بموقع نقاط التوزيع، لتعبئة نموذج الطلب، وتَسَلُّم الكمية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة.

وتُصرف العبوات للحجاج والمعتمرين والزوار القادمين بحافلاتهم دون عناء النزول من الحافلة أو الاصطفاف في صفوف الصرف، إكراماً لهم.
كما تم رفع جميع الطاقات التشغيلية والصيانة والتنقية والضخ والتوزيع وزيادة عدد مقدمي الخدمة بنسبة أكثر من (100 %) وتشغيل المشروع على مدار الساعة ليفي بكمية الطلب حيث تم تجهيز أربعة خطوط للإنتاج في مصنع التعبئة بطاقة إنتاجية قصوى تصل إلى (200) ألف عبوة يوميًا، كما تبلغ السعة القصوى لتخزين العبوات في المشروع نحو (2.200.000) عبوة، إضافة إلى استمرار الإنتاج اليومي، وقيام موظفي علاقات الجمهور بالعمل على إرشاد المستفيدين وتوجيههم، والإجابة عن جميع استفساراتهم المتعلقة بالخدمات.

إعادة فتح المشروع
واحتفاءً بشهر رمضان المبارك تم الإعلان مؤخرا عن وضع الخطة الإستراتيجية لإعادة فتح أبواب المشروع، واستقبال الزوار وطالبي المياه المباركة، بتطبيق أعلى الدرجات الاحترازية والبروتوكولات الوقائية الصادرة من الجهات المختصة لمواجهة جائحة كورونا (كوفيد 19).

وحرصت اللجنة الإشرافية للمشروع على مراعاة جميع الإجراءات الاحترازية بما يضمن سلامة زوار المشروع ومرتاديه، بالإضافة إلى تحديد الكميات التي ستوزع عبر منافذ التوزيع الآلي لتكون (4) عبوات للزائر بقيمة (5.50) ريال للعبوة الواحدة شاملة قيمة الضريبة المضافة، وذلك لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد للحصول على مياه زمزم المباركة، وضمان استمرارية الخدمة ، وتقليل فترة مكوث العميل داخل مقر المشروع. كما تم استحداث عملية الفرز عن طريق الأجهزة الذكية التي تقوم بتوجيه الزوار إلى نوافذ المحاسبة الشاغرة أو الأقل زواراً، لضمان انسيابية سير العمل وكذلك تفعيل خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يتم خدمتهم وهم في مركباتهم وقد هيئ لهم مكان مخصص يلبي احتياجاتهم دون أي عناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *