جدة – نجود النهدي
عززت رؤية المملكة 2030 مشاركة المرأة في سوق العمل لتسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية واطلقت المبادرات الواحدة تلو الأخرى لرفع الوعي بأهمية مشاركتها، مثل تشجيع العمل المرن والعمل عن بعد والتوطين وتوفير خدمات رعاية الأطفال للنساء العاملات، وتأهيل القيادات النسائية والتمكين من التدريب الموائم لمتطلبات سوق العمل، وتحسين آليات التوظيف.
وأصبح توظيف المرأة من ضرورات الحياة خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية، والنقلات الحضارية المتلاحقة التي تشهدها المملكة لما لها من دور بارز في جميع المجالات. (البلاد) حاورت غادة الإدريسي، نائب رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية في جدة وأول مقيمة عقارية سعودية، عن تجربتها في مجال التقييم العقاري كأول امرأة سعودية فقالت:” شخصياً لا أحبذ وصفي بأول امرأة سعودية في التقييم العقاري، وكانت بدايتي عند التحاقي بدورة تدريبية ، ومن ثم بدأت عملي مدربة في التقييم العقاري ولم أواجه صعوبات تذكر بل كان الأمر سهلاً والأمور تسير بصورة طبيعية لتمكني وقدرتي على تقديم معلومات مفيدة، وعندما وضُعت أسماؤنا في الهيئة العامة للعقار تواصل معي شخص يحتاج إلى التقييم وكان الوضع غريباً فيما يتعلق بقبول الرجال بامرأة مقيمة.
وعن تمكين المرأة السعودية خاصة في المناصب القيادية قالت: اطال الله عمر والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان فقد خطونا خطوات واسعة خلال الخمس سنوات وكل سنة كانت تماثل عشر إلى خمس عشرة سنة وتقدمنا سبعين سنة، فالقيادة الحكيمة مكنت المرأة في المناصب القيادية لثقتها أنها على قدر المسؤولية. وسألناها عن تملك المرأة للعقار فردت قائلة :المرأة من قديم الزمن تملك العقار في المملكة وتتوارثه، وتدير شؤونه وهذا ليس شيئًا جديداً، فالدولة ظلت تمنح الأراضي لخريجي الجامعات رجالاً ونساء، ولكن من الناحية الأخرى لا تستطيع المرأة التصرف في أملاكها والآن اختلف الحال في عهد الازدهار. وأضافت: في السابق رفدت عدد من العقاريات السعوديات، المكتبات بكتب قيمة في هذا المجال بالإضافة إلى الخبيرات العقاريات ولكن لم يسلط الضوء عليهن من قبل والآن الكل موجود تحت الأضواء وأصبح للمرأة دور كبير وتقلدت منصب الوزيرة وغيره من المناصب التي تستحقها. وعن مستقبل العقار بعد إلغاء الضريبة المضافة قالت إن إلغاء الضريبة المضافة لتصبح ضريبة تصريف تؤخذ مرة واحدة ، انعكس إيجاباً على أنشطة الحركة العقارية بشكل غير متوقع.
وسألناهاعما إذا كان هناك توجه لتدريب وتأهيل عقاريات لسوق العمل أوضحت أنه موجود بالفعل من خلال دورات المعهد العقاري السعودي التابع للهيئة العامة للعقار ومشاركة المرأة فيه كبيرة مشيرة إلى أن هناك توجها للتعاون بين الهيئة العامة للعقار والهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين والجامعات كما أن الغرفة التجارية تنظم دورات والجميع يسعى لتأهيل العقاريين والعقاريات .
وعما إذا كان ثمة علاقة بين الخبيرة والمقيّمة العقارية أكدت أن العلاقة قوية جداً والخبيرة هي التي تعلم بأسعار السوق ووضعه ونحن نلجأ إليها لمعرفة أخبار وأحوال السوق خاصة إذا جاء إلينا تقييم في وقت محدد وهناك فرق شاسع بين الخبير والمقيم فالخبير هو الذي له خبرة كبيرة في السوق وعمل كثيراً ودائماً الخبرة تبني جيلاً جديداً قادراً على أن يكمل مسيرة العظماء العقاريين والمقيمين الذي يشار إليهم بالبنان.
وعن مستقبل عمل المرأة في مجال الاستثمار العقاري بينت أن المرأة منذ وقت مبكر تستثمر في العقار ونظرتها ثاقبة ولا فرق بينها والرجل وبعضهن يمتلكن شواطئ في درة العروس والنساء شقائق الرجال.
وعن تفسيرها لارتفاع أسعار العقار نفت حدوث ذلك وقالت :” السوق متذبذب ، ملاك العقار لا يريدون أن يبيعوا الآن والأراضي البيضاء أصبحت لها قوانين. ونصحت المواطنات بأن الفرص متاحة ومتوفرة لهن حتى خلال جائحة كورونا مضيفة:” من يعمل سوف يحصد بالتأكيد نتيجة عمله كما أقول لهن استثمرن في بلدكن فالذي يريد أن يستثمر عليه أن يستثمر في بلده ويتنفس فيها، والمملكة كلها خير.”