المحليات

الاحتطاب… خطر داهم يهدد البيئة

جدة- ياسر بن يوسف

منذ أن أعلن فصل الشتاء عن قدومه، حتى ظهرت عشرات المخالفات لنظام المراعي والغابات؛ مرتكبوها من المواطنين والوافدين الذين أرادوا استثمار الموسم في قطع الأشجار وبيع الحطب وجني الأرباح لكثرة الإقبال على الحطب في هذا الفصل دون سواه لاستخدامه في التدفئة والطبخ ، خاصة في رحلات البر.

ولم تقتصر تلك المخالفات على منطقة بعينها، وإنما شملت غالبية مناطق المملكة؛ حيث يستهدف مخالفو نظام المراعي والغابات أخشاب أشجار الأرطا، والسمر والقرض والطلح؛ علماً بأن هذه الأشجار مهمة للمواطنين حيث يستظلون تحتها، وكذلك الرعاة، كما لها فوائد جمة يعرفها ويستطيع شرحها بدقة المتخصصون في هذا المجال. ودعت الجهات المسؤولة، وذات الاختصاص للحد من هذه الظاهرة بكل الوسائل الممكنة وتوعية المواطنين الذين يمتهنون عملية الاحتطاب وذلك من خلال الندوات والمحاضرات.

ما بين الحطب المحلي والمستورد
وبثت وزارة البيئة والمياه والزراعة مقطعًا مصورًا عبر حسابها الرسمي، أجرت فيه تجربة للمقارنة بين أنواع الحطب، من خلال إشعال حطب محلي في مقابل إشعال حطب مستورد، وأوضحت أن الحطب المحلي تم قطعه من بين عدد قليل من الأشجار المهددة بالانقراض، أما الحطب المستورد فتم قطعه من بين آلاف الأشجار في غابات مكتفية. كما أن الحطب المحلي بيئته فقيرة للأشجار والخضرة ولا تستغني عنها الأرض ولو كانت واحدة، بينما الحطب المستورد بيئته غنية بالأشجار والأمطار طوال العام، وفقًا للوزارة، مضيفة أن الأشجار التي تستخدم في الحطب المحلي توقف زحف الرمال ومن الصعب تعويضها، أما الأشجار التي يستخلص منها الحطب المستورد فسهلة التعويض. وأيضاً الحطب المحلي مصدر أساسي للرعي والاستظلال في الصحراء والمناطق الجافة، أما الحطب المستورد فهو مصدر مكمل وغير أساسي للرعي والاستظلال في بيئتها. وأوضحت الوزارة أن الأشجار المحلية تحتاج إلى 15 سنة لتصل إلى ارتفاع 5 أمتار، بينما تحتاج المستوردة إلى 3 سنوات لتصل إلى نفس الارتفاع، كما أن لهب الحطب المستورد يدوم أطول من لهب المحلي عند إشعاله، والاثنان متقاربان في الرائحة وقوة الاشتعال، لكن احتطابهما يختلف بالعواقب والتداعيات.

حملات موسعة لمنع الاحتطاب
وأكد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس سعيد بن جار الله الغامدي لـ(البلاد) على مواصلة الجهود لمحاربة هذه الظاهرة؛ حيث نفذت فرق الوزارة حملة موسعة لمنع ومكافحة الاحتطاب والحفاظ على البيئة، وذلك ضمن حملاتها المشتركة مع القوات الخاصة للأمن البيئي، والقوات الخاصة لأمن الطرق.
وأضاف أن عمليات الملاحقة مستمرة من قبل الفرق الميدانية بالتعاون مع الجهات الأمنية لضبط المخالفين، وتطبيق العقوبات المفروضة وفقاً لنظام المراعي والغابات ولائحته التنفيذية، داعياً الجميع إلى التعاون مع الوزارة للمحافظة على الغطاء النباتي والقضاء على ظاهرة الاحتطاب، منعاً لتدهور الغطاء النباتي والحفاظ على بيئة صحية نظيفة.

الإضرار بالغطاء النباتي
وحذرت الوزارة من القيام بأيِّ عمل من شأنه الإضرار بأراضي الغطاء النباتي، أو الإخلال بالتوازن الطبيعي فيها، وقطع الأشجار أو الشجيرات أو الأعشاب أو النباتات، أو اقتلاعها أو نقلها أو تجريدها من لحائها أو أوراقها أو أي جزء منها، أو نقل تربتها أو جرفها أو الاتجار بها، أو ترك النفايات داخلها، أو دفنها، أو حرقها أو رميها في غير الأماكن المخصصة وإشعال النار داخلها في غير الأماكن المُعدَّة لذلك، وإتلاف منشآتها الثابتة أو المنقولة، أو قطع سياجات تضعها الجهة المختصة داخلها أو إتلافها، أو العبث بعلاماتها الحدودية أو الإرشادية، والرعي في المواقع والمدد المحظورة من الجهة المختصة، وإطلاق أي من أنواع الكائنات الفطرية الحيوانية الدخيلة على البيئة أو الغازية فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *