منذ زمن، أثبتت الكفاءات السعودية في جوانب الشباب والخبرة والتأهيل والشهادات كفاءتها في الوظائف الإعلامية المختلفة في كل وسائل الإعلام المقروء أو المرئي أو المسموع، وشاهدنا نقلة نوعية فيما يتعلق بتوطين وظائف الصحف السعودية وخطت الصحف خطوات مميزة في هذا الجانب، وتمكن من خلالها السعوديون من التميز في مجال التحرير وإدارة التحرير والعمل الميداني والإداري والتنفيذي وتم الإحلال فيها بكل كفاءة واقتدار، ورغم ما تعانيه الصحف من شح الموارد المالية حالياً إلا أنها أثبتت نجاحها في توفير المجال للسعوديين من شباب وفتيات للعمل بشكل مميز ووفرت لهم الدورات والتدريب والتاهيل اللازمة حتى أثبتوا جدارتهم بواقع النتائج ..
أما فيما يخص الإعلام الفضائي فإن الموضوع للأسف، يحتاج إلى إعادة نظر فلا تزال هنالك عوائق تصنع الإحباط أمام الشباب والفتيات القادمين بشهادات جامعية في الإعلام، أو ممن التحقوا بالتدريب وقاموا بتأهيل أنفسهم للعمل في هذه المهنة، وهنالك من خرج من بوابة الإعلام بسبب مضايقات تتعلق ببيئة العمل أو وضعه في غير مكانه الصحيح وإلحاقه بمهام لا تتناسب مع مؤهلاته، في حين أن هنالك وظائف قيادية وإدارية تدار من قبل وافدين، وهناك من أبناء الوطن ممن يستطيع أن يقوم بها، وقد يتميز فيها أكثر من غيره؛ لأنه يستشعر قيمة وطنه وحبهُ له وسعادته الكبرى في خدمته وإظهار الصورة المشرقة عن الإعلاميين السعوديين.
لا يزال هنالك خلل في توفير الفرص أمام السعوديين، وهناك أسماء مميزة ولها بصمات وخبرات في المجال الإعلامي، وللأسف، وجدت أن الأبواب موصدة أمامها في القنوات الفضائية السعودية، وتوجد قنوات لا تزال تستعين بمراسلين أجانب في الخارج؛ رغم وجود سعوديين متخرجين ويواصلون دراساتهم العليا، وقد يقدمون مواد إعلامية أكثر تميزًا وأعلى إتقانًا.
لا تزال الجامعات السعودية تخرج سنويا مئات الطلاب والطالبات من أقسام الإعلام المختلفة، الذين يلتحق العديد منهم بجهات مختلفة لصقل مواهبهم وتطوير مهاراتهم؛ بحثاً عن مكان له في وسائل الإعلام المختلفة، ولكنه يتفاجأ بواقع مرير يرتكز على عدم الحاجة له رغم أحقيته بالعمل في قنوات بلده التي تسعى إلى تطوير إمكاناتها وإنتاجها، إضافة إلى وجود أسماء مهمة، لا تزال تبحث عن مكان في تلك القنوات التي فضلت آخرين قد لا يمتون للإعلام بصلة. وتخصصاتهم مختلفة وخبراتهم محدودة، وكانوا سببا إضافيا في إبعاد الشباب السعودي.
أتمنى من معالي وزير الإعلام، ووسائل الإعلام إعادة النظر في خططها وأن تمعن وتدقق جيدا في هيكلها الوظيفي والفني وأن تعطي الفرصة للشباب والفتيات الذين يحلمون بفرص وظيفية في وطنهم وفي منصات الإعلام المحلي، وأن تسعى إلى تطبيق نظام الإحلال، فالوطن أحق بأبنائه.
Loay.altayar@nco.sa