محليا، وصلنا إلى مرحلة يمكن القول: إننا استطعنا أن نحد وبشكل مؤثر نشاط الفيروس الكوروني من أن تكون له موجة ثانية مؤثرة. سواء كان النشاط (الموجة الثانية) من خلال ارتفاع أعداد المصابين والوفيات. نعم، هناك ارتفاع طفيف في أعداد المصابين في بعض مدن المملكة مثل المدينة المنورة والرياض (خلال شهر أكتوبر والشهر الحالي). ولكنه ومقارنة بأعداد المصابين في دول أخرى مثل إيران، بريطانيا، فرنسا وأميركا يعتبر ضئيلا جداً. أيضا، تم رصد ارتفاع نسبة المتعافين بنسبة تجاوزت 96% بشكل عام، إلى جانب انخفاض أعداد الحالات الحرجة. هناك حالات نشطة، ولكن معظمها تكون نهايتها التعافي (السريع) والحمد لله.
أيضا، نعلم جميعاً (وخاصة المهتمين بشأن اللقاحات)، أن السباق العالمي للوصول إلى المراحل النهائية في تصنيع لقاح آمن، قد وصل إلى مراحل متقدمة، خاصة لبعض الشركات الإنجليزية والأميركية التي تعلن باستمرار عن نتائج تجاربها في المجلات العلمية (مقارنة بالشركات الصينية والروسية). معظم تلك اللقاحات قد تكون قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى نتائج إيجابية تدل على أن هناك مؤثرا إيجابيا في تحفيز الجهاز المناعي ضد الإصابة لدى مختلف إعمار المتطوعين. إذن سوف نصل إلى فترة زمنية، يكون اللقاح متوفرا لدى العديد من الدول، ومن ضمنها المملكة .
السؤال الذي يطرح نفسه، من تكون له الأولوية في تناول اللقاح؟ أيضا، هل سيكون اللقاح متوفرا للجميع؟ وأسئلة أخرى، قد تطرح في هذا الشأن! من تكون له الأولوية (من وجهة نظري العلمية) في تناول اللقاح، هم، المصابون بالأمراض المزمنة مثل السكري (جميع الأعمار)، الفشل الكلوي، أمراض القلب، والمصابون بالجلطات ومرضى السرطان، إلى جانب من تمت لهم عمليات نقل الأعضاء (مثل الكليتين والقلب) وأصحاب الاحتياجات الخاصة (من ذوي الإعاقة وأطفال متلازمة داون) الذين يعانون من زيادة مفرطة في الوزن. إلى جانب، العاملين في القطاع الصحي من أطباء وتمريض بصفة عاجلة (وذلك لكونهم على اتصال دائم ومباشر مع المصابين).
باختصار، ندرك تماما، أن في تطبيق احترازات التباعد الاجتماعي (عدم المصافحة والتقليل من اللقاءات الاجتماعية) والاستمرار في لبس الكمامات والنظافة الشخصية (غسيل الأيدي واستخدام محلول الغرغرة) ساهم وبشكل فعال، في الحد وبشكل مؤثر في نشاط الفيروس الكوروني. إذن تأتي الأولوية وبشكل عام في الحماية، في تفعيل وتطبيق جميع النصائح الصحية (التباعد، الكمامات والنظافة)، لماذا؟ لأن لقاح كورونا لن يكون متوفرا للجميع، وتحفيزه للجهاز المناعي بشكل فعال ومؤثر قد يختلف من شخص إلى آخر! نعم، اللقاح له أهمية، ولكن، الاعتماد على لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي قد تكون لهما الأولوية في الحماية من عدوى الإصابة، إلى أن نصل إلى مرحلة القاع في أعداد المصابين، بإذن الله.
ماجستير علم المناعة والحساسية
دكتوراه علم المناعة والعدوى