البلاد – مها العواودة
بعد شهر من انفجار مرفأ بيروت الدموي وتدمير أجزاء كبيرة من العاصمة، لا تزال حالة القلق تسيطر على الشعب اللبناني الثائر ضد فساد الطبقة السياسية الحاكمة مع استمرار نهجها الذي أغرق لبنان في الأزمات، بانتظار ولادة حكومة مصطفى أديب المؤقتة، وتطبيق خارطة طريق ماكرون، وسط دعوات بضرورة أن تكون هذه الحكومة مصغرة ومؤهلة يثق بها الشعب وبقوتها للبدء في الإصلاحات كخطوة في طريق الخلاص من الهيمنة الإيرانية على القرار اللبناني.
وعلى ضوء ذلك، أكد النائب عن كتلة القوات اللبنانية العميد وهبي قاطيشا لـ”البلاد”، وجود عراقيل كثيرة تعترض طريق نجاح حكومة مصطفى أديب أبرزها محور “عون – حزب الله” الذي يريد المحاصصة من جديد، الأمر الذي سيؤدي إلى فشلها كسابقتها.
وقال “حتى وإن بدأت في الإصلاحات فإنها لن تستطيع إنقاذ لبنان بشكل كامل، فالشعب اللبناني المنتفض بانتظار حلول جذرية للوضع، الذي يتطلب من الحكومة إجراء انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج سلطة جديدة تنبثق من مجلس النواب بأغلبية نيابية تحرر الوضع المتردي الحالي من الهيمنة الإيرانية، والتي سيليها بكل تأكيد دعم سياسي وأمني واقتصادي من الأسرة العربية والدولية سيدفع باتجاه ترتيب أوضاع لبنان والخلاص من أزماته”.
وأضاف قاطيشا “عند تشكيل الحكومة من وزراء مستقلين، واستقلالية بيانها بعيداً عن حزب الله وحركة أمل، وعون – وهو أمر شبه مستحيل -، حينها يمكن أن نتنبأ بنجاح خارطة الرئيس الفرنسي ماكرون، وإذا بقيت التشكيلة رهن الثنائي والتيار الوطني الحر لن تنجح، ولن يرى لبنان النور”.
واعتبر أن خلاص لبنان من الهيمنة الإيرانية، مرتبط بالإرادة الداخلية اللبنانية، خاصة وأن هناك أغلبية شعبية تريد الخلاص من الهيمنة الإيرانية وسلاح حزب الله غير الشرعي، ولكنها لم تترجم بعد في المجلس النيابي، لذلك لابد من انتخابات نيابية مبكرة لتشكيل أغلبية نيابية ضد الهيمنة الإيرانية على القرار اللبناني، والذي يتطلب أيضاً دعماً على المستوى الإقليمي والدولي، مؤكداً أن تحرير لبنان سيكون بالانتخابات النيابية المبكرة بدعم عربي ودولي أو بالسلاح وهذا ما لا نريده ولا نتمناه.
وأشاد النائب اللبناني قاطيشا بالدعم السعودي الدائم للبنان، مؤكداً أن المملكة هي الشقيقة الكبرى للبنان التي تواصل دعم ومساندة اللبنانيين للتخفيف من معاناتهم. وأضاف “المملكة لم تخذلنا يوماً في تاريخنا الطويل، بل كانت الداعم السخي في كل المجالات”.