فاطمة نهار يوسف
النقد هو فرز الاشياء وكشف العيوب التي بها، ويكون على أنواع فهناك النقد البناء وهو تصحيح الخطأ المطروح مع بيان السبب وذكر الصواب دون تقليل شأن المخطئ، مثلاً كأن تقول لطفلك : لقد قمت بخطأ ولكنك لن تتعلم الا حينما تخطئ يا بني وما رأيك أن تصلح هذا الخطأ .. وستجد أنك أنشأت طفلاً واثقاً من ذاته وإذا أخطأ أصلح خطأه دون خوف او تردد.
اما الانتقاد فهو ذكر عيوب الطفل اي الجهة السلبية للنقد وعدم تصويب المطروح وغالبا ما يكون ذكره عشوائيا لدى الوالدين مع تقليل شأن الطفل وتعنيفه بالكلمات الجارحة مثلا كأن تقول لطفلك: هل انت لا تفهم في كل مرة تكرر الاخطاء لأنك طفل غبي ولن تقوم بعمل صحيح أبداً .. وستجد أنك أنشأت طفلاً مهزوزا فاقد الثقة بذاته.. وقد يستخدم بعض الاباء النقد كوسيلة للسيطرة على أطفالهم حيث انه يُشعر الطفل بالذنب ويجعله يعترف بخطأه الا انه لن ينسى انتقاد والديه له أبداً ..لا يحتاج الانتقاد إلى موهبةٍ خاصةٍ أو بذل نشاطٍ كبيرٍ ، ففي وسع أي الوالدين أن يُشنِّع على طفله العبقري وأن يتهمه ويسخر منه.
النقد الجارح يجعل الطفل خجولاً ومتردداً ويقتل حماسه ويجعله منطوياً نفسيا ومنزوياً عن اقرانه
دعنا نحاول أن نفهم الأطفال ونتلمس لهم الأعذار حين تقصيرهم فهذا أمتع من النقد المباشر. فطبيعة الاطفال تأبى ذلك. نعم,
قد ينفذ الطفل المنتقد المطلوب منه ولو كان الأسلوب مباشراً وبنقدٍ حادٍ, ولكن لو كانت الطريقة ألطف كان ذلك أدعى للقبول. فاحذر من النقد المباشر الذي لا تكسب منه سوى إيغار صدر طفلك.وبالتالي يزداد مؤشر الكره والبغضاء بينه وبينك.
بطبيعة الحال اذا كنت ناقداً لاذعاً لأطفالك سوف يبتعدون عنك لأنك تنتقدهم على الدوام ، أنتقد أطفالك لبنائهم وليس لهدمهم .. أنقد برقة.