بالأمس القريب عتاولة الادارة في الشركات والمنظمات ورجال الاعمال في العالم رفعوا شعارات لا أول لها ولا آخر .. وقالوا لموظفيهم انتم ثروتنا الحقيقية .. البشر هم الرأسمال الحقيقي لشركاتنا ومنشآتنا وأعمالنا .. لكم نفس الحظوة والقيمة التي نعطيها لعملائنا الخارجيين .. الخ .
واليوم هم على النقيض .. سارعت الشركات دون تردد في التخلي والتخلص من الرأسمال البشرى اولا .. بالرغم من ان الحكومات كان لها رأي آخر بالنسبة لمواطنيها من الموظفين والعاملين .. ودفعت لهم الغالي والرخيص كي تحافظ عليهم وتحميهم من كارثة انهاء خدماتهم .. وإحالتهم الي العوز والحاجة والفاقة.
لم اقرأ أو أشاهد جهودا او خطوات جادة من قادة الشركات والمنظمات ( الا من رحم ربي) في اتخاذ اجراءات واستراتيجيات تحافظ علي هذا الاستثمار البشري من موظفين وعمال وتجعل آخر الدواء الكي .. وهو انهاء خدماتهم .
دعوني استعرض معكم بعض الافكار والاستراتيجيات التي يجب على الشركات اتخاذها قبل الاقدام علي خطوة انهاء الخدمات مثل:
** ضرورة تكوين فريق انقاذ .. ذكي ومبدع ومبتكر .. لدراسة الازمة وتبعاتها ومن ثم ادارتها .. بهدف تعويض او وقف الخسائر الناتجة عنها .. والتي كان من تاثيرها توقف عجلة الانتاج وانهيار الاقتصاد واضطراب الحياة الاجتماعية .. بل اوقفت عقارب الزمن وجعلتها في وضع الانتظار طويل المدي .. والامل بالعودة تكتنفه الضبابية وعدم الاستقرار .
** اعادة النظر في عقود استئجار الاجهزة والمعدات والادوات والبرامج التكنولوجية التشغيلية .. والغاء بعضها وفق اهميتها او تقليص رسومها واشتراكاتها لحين عودة الحياة الي طبيعتها .. ويستثني من ذلك تلك البرامج التي لا يمكن الاستغناء عنها ..فيجب السعي لاجراءات التفاوض للحصول علي خصومات مجزية.
** تقليص ميزانيات وبرامج الدعاية والاعلان غير الضرورية الان .. بكافة انواعها التقليدية والحديثة ..
** يجب ان يكون قادة المؤسسات والمنشآت قدوة لموظفيم في التنازل عن جزء من رواتبهم ومخصصاتهم وعوائد التحفيز الربحية ..
**اعادة النظر في عقود ايجارات المكاتب ومساحات المناولة اللوجستية والتخزين وايجارات الاجهزة والمعدات والتفاوض بشأن الغاء بعضها وتقليص او خفض ايجارات البعض الآخر .. وايجاد فرص المشاركة مع الغير في قواعد المعلومات وتاجير البنية التحتية التكنولوجية .
** تحويل عقود العمل والمناولة اللوجستية الي نظام العمل بالساعات بدلا من العقود الشهرية او السنوية.
ومن باب العدل يجب ان اعترف ان اثر الجائحة يتعاظم يوما بعد يوم .. ويكتنف الوضع الاقتصادي ضبابية قاتمة تجعل علي قادة الشركات ومنظمات القوي العاملة ان يتجرعوا المر .. ولكن ايضا .. تقع عليهم مسؤلية ضمير عظمي .. في وضع استراتيجيات مبتكرة للتعامل مع الكوارث الطبيعية والبيئية والبايلوجية من خلال وضع نظم حماية وتأمين للقوي العاملة بدلا من اجبارهم على انهاء خدماتهم وفصلهم من اعمالهم .. اثناء الكوارث والازمات المستقبلية لا قدر الله.