عواصم – وكالات
دخلت أسواق الأسهم الأوروبية والأميركية عملياً، أمس، مرحلة تصحيح، مع فقدانها أكثر من 10% من قيمتها خلال تداولات الأسبوع.
وقال بنك أوف أميركا الجمعة: إن صناديق الأسهم العالمية سجلت عمليات تخارج ضخمة بقيمة 20 مليار دولار، إذ يبيع المستثمرون الأصول مرتفعة المخاطر بفعل مخاوف ركود محتمل بسبب انتشار كورونا عالميا ، حيث ضاعفت ارتفاع عدد الإصابات في الصين والعديد من الدول المخاوف ، مما أدى إلى عمليات بيع مذعورة في أنحاء أسواق الأسهم العالمية ، فيما أقبل المستثمرون على صناديق السندات، ذات التصنيف الجدير بالاستثمار في الأساس، والتي استقطبت 12.9 مليار دولار.
وواصلت مؤشرات الأسهم الأوروبية تراجعها خلال تعاملات أمس الأول (الخميس)، لتتجه صوب تسجيل أسوأ موجة خسائر أسبوعية منذ عام 2011 تحت ضغط تنامي المخاوف حيال تحول فيروس “كورونا”
وقبل أيام، خفض “غولدمان ساكس” تقديراته لنمو اقتصاد الولايات المتحدة خلال الربع الأول من العام الجاري، وقال جان هاتزيوس، كبير الاقتصاديين في البنك، إنه يتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بنحو 1.2% في الربع الأول من العام الجاري، مقارنةً مع نمو 1.4% في التوقعات السابقة، حسب شبكة “سي إن بي سي”.
فيما يتوقع البنك نمو اقتصاد الولايات المتحدة بنحو 2.7% في الربع الثاني من 2020 إذا تم احتواء الفيروس.
تراجع السياحة العالمية
ويعد قطاع السياحة والسفر في مقدمة المتأثرين بفيروس كورونا، بعد أن تسبب في تقييد حركة السفر في عدة بلدان وإلغاء العديد من الأشخاص لخطط السفر الخاصة بهم ، حيث يعتمد الاقتصاد العالمي بشكل أكبر من ذي قبل على إيرادات السياحة التي وصلت في عام 2018 إلى تريليون و700 مليار دولار، وتوفر نحو 3189 مليون وظيفة حول العالم.
وتسبب ظهور فيروس كورونا وانتشاره في العديد من الدول في إلغاء العديد من رحلات الطيران وتخلي الكثيرين عن خطط السفر، ليصبح قطاع السياحة والسفر، في مقدمة القطاعات المتضررة .
وقالت رئيسة المجلس العالمي للسفر والسياحة غلوريا غيفارا: إن وباء كوفيد-19 سيؤدي إلى خسائر، بقيمة 22 مليار دولار، لقطاع السياحة العالمي، مع تراجع نفقات السياح الصينيين، لكن الفاقد يمكن أن يصل إلى 49 مليار دولار إذا امتدت الأزمة الحالية مثلما حدث مع أزمة سارس في 2003 و73 مليار دولار إذا طالت أكثر ، ومما فاقم من سوء الأوضاع، هو أن هذه الظروف تزامنت مع احتفالات السنة القمرية الجديدة التي كان من المفترض أن تشهد قيام أكثر من 400 مليون صيني بالسفر للاحتفال بهذه المناسبة وغيرهم الكثير.
وتعد الصين رابع أكبر وجهة للسياح بعد كل من فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة، إذ استقبلت في 2018 أكثر من 141 مليون سائح، بمن فيهم أولئك القادمون من هونغ كونغ وتايوان.
وعلى ضوء هذه الأرقام من الطبيعي أن يتأثر الاقتصاد الصيني إذا ما استمرت حركة السياحة بالتراجع، لا سيما أنها مسؤولة عن نحو 11% من الناتج المحلي، ويعمل بها أكثر من 80 مليون شخص بشكل مباشر وغير مباشر.