البلاد – هاشم آل هاشم
فيما تواصلت المسيرات والاحتجاجات في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق بحضور طلابي كبير، أمس (الأحد)، للتنديد بفساد الطبقة السياسية وهيمنة إيران ومليشياتها على مفاصل الدولة، ورفضاً لتكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة، التي يصفونها بأنها “حكومة الميليشيات الإيرانية”، أعلن متظاهرو الناصرية الإضراب عن العمل وغلق الجسور وطالبوا بإقالة قائد الشرطة، وتوعد محتجو بابل بالتصعيد إذا لم يتقدم محافظها باستقالته، بعدما أفاد ناشطون بأن قوات الأمن اعتدت على مجموعة منهم قرب مبنى المحافظة، كما أفاد نشطاء بأن متظاهرًا لقي حتفه متأثرًا بجروح أصيب بها خلال الاضطرابات التي رافقت المظاهرات الاحتجاجية الأسبوع الماضي في مدينة كربلاء.
وقال النشطاء، إن المتظاهر “مشتاق علي” توفي في أحد مستشفيات محافظة كربلاء متأثرا بجروح كان أصيب بها في ساحة التربية يوم الخميس الماضي خلال مصادمات شهدتها الساحة.
على صعيد آخر، قال متظاهرون، إن الناشط محمد العيساوي اختُطف في محافظة النجف من قبل جماعة مجهولة ولم يعرف مصيره، وشهدت ساحات التظاهر في كربلاء والنجف تدفق المئات من طلبة الكليات والمعاهد والمدارس لدعم مطالب المتظاهرين الرافضين لحكومة علاوي، والمطالبين بإبعاد الميليشيات المخربة التي تعمل على فض المظاهرات الاحتجاجية بالقوة.
ويشير سياسيون إلى أن حكومة علاوي باتت في مهب الريح، ومحاصرة بين رفض المتظاهرين والإملاءات الإيرانية الساعية للسيطرة علي الحكومة الجديدة لتنفيذ أجندة ومخططات الملالي في العراق والمنطقة، خاصة مع تواتر أنباء عن اتجاه تحالف سائرون لسحب تأييدها لعلاوي.
وقال الكاتب والمحلل السياسي العراقي باسم الكاظمي، إنه على أرض الواقع فإن “علاوي” يسارع الزمن لتشكيل حكومته وتقديمها للبرلمان لنيل الثقة، لكن أمامه عدة تحديات في مقدمتها موافقة البرلمان على تشكيلة الوزراء التي سيتقدم بها دون الاعتراض علي أحد من وزرائه وهو بالأمر الصعب.
وأضاف أنه من المتوقع أن يكون عدد الوزراء في حكومة علاوي 23 وزيرًا وهو نفس عدد وزراء الحكومة المستقيلة، مما لا يتناسب مع ظروف العراق الحالية التي تتطلب حكومة إنقاذ مصغرة جلها من الكفاءات والاختصاصيين، لتجاوز الاحتقان السياسي والأوضاع الصعبة، مؤكداً أن علاوي لن يعلن أي اسم من أعضاء حكومته لحين تقديمهم إلى مجلس النواب، لافتًا إلى أن هناك تخبط في البرلمان بين المؤيد والمعارض لعلاوي، مما سيؤدى إلى حدوث صدام بين الكتل المؤيدة و المعارضة.
وتابع الكاظمي أن التحدي الأكبر أمام علاوي هو الشارع العراقي الذي يجري تحضيرات لتصعيد التظاهرات الاحتجاجية، ويرفض حكومة المحاصصة الحزبية، إلى جانب المطالبة بإيقاف استهداف المتظاهرين من قبل المليشيات الإيرانية، الهادفة إلى فض المظاهرات بالقوة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الإيرانية والعراقية تامر أحمد أبو جامع، أن الهيمنة الإيرانية ونفوذها في العراق يحول دون تمكين علاوي من تشكيل حكومة كفاءات، حيث ترغب طهران في حكومة تنصاع لأوامرها فقط، وهو ما يرفضه الشارع العراقي. ولفت إلى أنه في حال تقديم وزراء موالين لإيران فإنه سيحدث أول صدام بين الشارع والحكومة، لكون العراقيون يرفضون أية شخصية تابعة لنظام الملالي أو تكون ملوثة بتهم فساد أو تكون تقلدت منصبًا في الحكومات السابقة.
وتوقع أبو جامع أن تكون الصعوبات كبيرة في طريق علاوي، خصوصًا بعد ما تسرب عن اتجاه تحالف “سائرون ” بزعامة مقتدى الصدر إلى سحب تأييده لعلاوي، والمعروف أن التحالف كان أكبر الجهات الداعمة له، وهو الذي رشحه مع تحالف ” الفتح” بزعامة هادي العامري لتشكيل الحكومة.